قبل أن تعتقدوا أنني بصدد الحديث عن خلل التركيبة السكانية المستفحل، أوضح أن العبارة كانت في ركن أحد متاجر التجزئة الكبيرة للإعلان عن وصول تشكيلة جديدة من السلع، وبدلاً من أن يتجشم مسؤولو المتجر الضخم عناء تكليف مترجم محترف ترجمة العبارة بشكل صحيح، اختاروا الاستعانة بخدمات السيد «جوجل» الذي أتحفهم بهذه العبارة المختلفة تماماً عن المعنى المقصود. كما أتحف ذات المتجر من قبل بعبارة «زيتون مع النفط» بدلاً من «الزيت»، وقائع لا تعد أو تحصى لأخطاء فاضحة، فادحة، لا تشي سوى لحجم، ومقدار الاستخفاف بلغتنا العربية الجميلة، اللغة الرسمية للدولة، والتي احتفلنا مؤخراً باليوم العالمي لها، واستعرضنا فيه كم المبادرات التي جرى تنفيذها لصالح اللغة العربية في موطنها ودارها وإعلاء شأنها بين اللغات المتداولة عندنا. وتابعنا على امتداد السنوات الماضية مبادرات القيادة الرشيدة لتعزيز استخدام اللغة العربية، وقد كان قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن بتأكيد اعتماد اللغة الرسمية للبلاد في المراسلات والتعاملات خطوة حازمة للتصدي لتجاوزات كانت تتم عندما تقدم بعض الجهات، ومنها جهات رسمية على تبادل المراسلات بلغة غير التي نص عليها دستور الإمارات. من جديد، نؤكد أن الأمر لا علاقة بأي انغلاق للذات، كما يريد أن يصوره البعض، وإنما من صور الاعتزاز باللغة والهوية الوطنية في المقام الأول والأخير. ولا زالت أصداء كلمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لدى إعلان سموه، عن إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية خلال احتفالية المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية: «اللغة بالنسبة لي أنا كما قال القائل إذا استعبدتَ أمة ففي يدها مفتاح حبسها بارتباطها بلغتها، فنحن الآن ينطبق علينا قول هذا القائل، فطريق تحريرنا من هذا الحبس ارتباطنا بلغتنا». وبدلاً من تباكي بعض جمعيات حماية اللغة العربية وغيرتها الموسمية على حال اللغة، نتمنى أن تتبنى مبادرة بالتعاون مع البلديات في الدولة بحيث لا تعتمد وضع أي لوحة إعلانية على واجهات المحال أو في الأماكن العامة إلا بعد اعتمادها من هذه الجهات بدلاً مما نشاهده من عبث واستخفاف بلغتنا في العديد من الأماكن وبالأخص ما يُكتب على تلك الوجهات ويصل لدرجة خدش الذوق العام والحياء.