الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«السمالية الربيعي» يبحر بطلاب المدارس إلى ماضي الأجداد

«السمالية الربيعي» يبحر بطلاب المدارس إلى ماضي الأجداد
26 ديسمبر 2016 22:24
أشرف جمعة (أبوظبي) تتمتع جزيرة السمالية بأجواء خلابة في ظل اعتدال الطقس الدافئ الذي يشجع على الحركة والنشاط، وخلال الأيام الماضية استقطبت الجزيرة العديد من طلاب المدارس الذين استضافهم نادي تراث الإمارات ضمن فعاليات ملتقى السمالية الربيعي الوطني، من المنتسبين لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر»، للاستمتاع بمفردات الموروث الشعبي وما تنطوي عليه الجزيرة من بيئات تراثية تعبر عن الماضي، حيث البيئة البرية بما تكتنزه من عوالم خاصة والبيئة البحرية العامرة بحياة البحارة، والصحراوية التي تعد جزءاً مهماً من حياة الآباء والأجداد، فضلاً عن أن الطلاب تجولوا بالهجن في أنحاء الجزيرة وتعلموا بعضاً من فنون الفروسية لتكتمل الصورة التراثية بكل معالمها الرحبة في ظل الرعاية الكريمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. وتأتي فعاليات الأسبوع الثاني لملتقى السمالية الربيعي الوطني التاسع عشر التي ينظمها نادي تراث الامارات، فرصة ثمينة لـ90 طالباً، من المنتسبين لبرنامج «أقدر»، حيث أعدت إدارة الأنشطة المشرفة على الحدث برنامجا تراثيا لنحو 800 طالب على مدى أربعة أيام تشتمل على ممارسة وتعلم فنون رياضات الفروسية والهجن والقوارب الرملية والتجديف، كما نظمت للمشاركين رحلة على متن السفينة التراثية والقوارب الشراعية الحديثة، وتجول المشاركون في ممشى القرم وعديد مرافق الجزيرة. قيم تراثية ويقول مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات سعيد علي المناعي: تحتضن جزيرة السمالية دائماً أبناء الوطن في ظل اهتمام النادي بترسيخ القيم التراثية في نفوس الأبناء ومن ثم اطلاعهم على تجارب الآباء والأجداد في الماضي وهو ما يغير نظرتهم إلى المستقبل إذ أن حياة الأجداد غنية بالتجارب الخصبة والكفاح والتآلف، مشيراً إلى أن جميع ميادين الجزيرة كانت مفتوحة أمام الأبناء حيث تزودوا من معين الموروث الشعبي الأصيل وتدربوا على ركوب الخيل والهجن وتجولوا في المياه المحيطة بجزيرة السمالية بالسفينة التراثية واندمجوا في أنشطة هادفة في إطار الشراكة التي تربط نادي تراث الإمارات بمؤسسات الدولة بهدف تعميق الوعي بالتراث الوطني ومن ثم الحفاظ على عادات الآباء والأجداد. أجواء شتوية إلى ذلك يورد مشرف شؤون المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات حسن الحمادي أن المشاركين من الطلاب استمتعوا بأجواء جزيرة السمالية وزاروا جميع ميادينها وتعرفوا إلى طبيعة البيئات التراثية وتنافسوا على تعليم فنون ركوب الخيل والهجن وهو ما أوجد روحاً جميعاً في إطار اطلاع أبناء الوطن على كنوز الموروث الشعبي ومن ثم التشبع بالتراث العريق لدولة الإمارات، ويشير إلى أن الطلاب استفادوا كثيراً من وجودهم في هذه الأجواء الشتوية الدافئة التي تعزز حركتهم وأنشطتهم وتبعث فيهم روح النشاط والحيوية. برنامج المشاركين وأوضح رائد سامي قائد معسكرات «أقدر»، أن برنامج المشاركين في السمالية يأتي في اطار الأهداف الرامية الى تجهيز الطلبة نفسياً وبدنياً تمهيداً لدخولهم ميدان الخدمة الوطنية، حيث إن برنامج «أقدر» يرمي إلى تعليم المشاركين الاعتماد على النفس والعمل بروح الفريق وتحمل المسؤولية وفهم روح الانضباط، لافتا إلى أن المشاركين وجدوا كل ترحيب واهتمام ومن ثم التعرف إلى التراث الوطني في إطار مناخ شبابي مميز. سباقات المستقبل ولا يخفي حمد سعيد 14 عاماً أحد المشاركين في فعاليات جزيرة السمالية، أنه يحب الخيول وأن الأساسيات التي تعلمها في الجزيرة مهمة إذ تسهل عليه تعليم كل مهارات الفروسية حتى يخوض في المستقبل السباقات المختلفة بكل ثقة، ويبين أنه من خلال برنامج «أقدر»، قد تلقى جميع المشاركين تدريبات عسكرية تؤهلهم للخدمة الوطنية وتطوير المهارات، وأن أنشطة السمالية شجعت الجميع على التعرف إلى مفردات الموروث الشعبي الأصيل. البيئة البحرية ويبين الطالب فارس سيف علي الحميدي أنه يشعر بسعادة بالغة للمشاركة في برنامج الملتقى، مؤكداً أن السفينة التراثية جعلته يقترب من حياة البحر والتعرف إلى مفردات بحرية أضافت اليه معلومات ثرية عن الموروث البحري العميق لدولة الإمارات، ويشير إلى أن جزيرة السمالية تتمتع بكل مقومات التراث وأنها بالفعل مدرسة في تعليم الموروث الشعبي الإماراتي، خاصة ممارسة رياضة الهجن. فارس المستقبل ويصف علي أحمد يتيم المزروعي 15 عاماً الملتقى بالمدهش حيث عبر عن تجربة مهمة خاضها الشباب وهو ما أفاده كثيرا وبخاصة برنامج تعليم رياضة الفروسية والتمتع بأجواء الجزيرة الخلابة، ويذكر أنه يحلم بأن يكون فارساً في المستقبل في ظل الاهتمام بالخيول في دولة الإمارات، وأنه يتمنى أن تستمر مشاركاته ضمن برامج نادي تراث الإمارات في مواسم الفعاليات وأنه عازم على المشاركة في الملتقيات المقبلة. تقاليد أصيلة ويذكر سعود سالم المزروعي (15 عاماً)، أنه استمتع كثيراً بالتجول في مرافق جزيرة السمالية وتجربة الملتقى الناجحة بوجه عام، موضحاً انه تعلم بعض فنون رياضة الهجن التي ربطته بحياة مجتمع الآباء والاجداد، كما تعرف إلى جملة العادات والتقاليد الأصيلة التي تفضي إلى التكاتف والتراحم في الحياة وأنه يشعر بأنه محظوظ للمشاركة في الملتقى. الطويلة البحري اشتمل برنامج انطلاق الأسبوع الثاني من الملتقى على نشاط بحري نوعي في مخيم الطويلة، استقطب 150 طالباً من المنتسبين لمراكز أبوظبي والوثبة والسمحة للشباب، حيث نظم لهم برنامج اشتمل على جملة من الألعاب الشاطئية والسباحة البحرية وكرة القدم والطائرة المائية هذا إلى جانب برنامج ترفيهي بحري شامل، يهدف الى مزج المعرفة وتحصيل المعلومات واللياقة البدنية بجوانب ترفيهية تساعد المشاركين على استيعاب البرامج والاستفادة منها خلال العطلة المدرسية. صداقات جديدة يشير سعيد سالم بن شملان الطنيجي 16 عاماً، إلى أن برامج الملتقى شجعت على وجود الروح الإيجابية التي تسهم في الإنجاز وبناء صداقات جديدة ومن ثم العمل في إطار الروح الجماعية، ويلفت إلى أن جزيرة السمالية تحتوي على مفردات تراثية عامرة وأنها تقدم وجبة غنية بكل عناصر الموروث الشعبي الأصيل وأنه سعيد جداً لخوض هذه التجربة الحية ومن ثم المشاركة في جميع الفعاليات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©