على امتداد اليومين الماضيين، وأثر التكدس غير المسبوق الذي شهده مطار أبوظبي الدولي جراء الضباب الكثيف الذي غطى سماءه، وتسبب في أرباك حركة الطيران فيه، وبالذات رحلات «طيران الاتحاد» المشغل الرئيس فيه، تعرضت ناقلتنا الوطنية لحملة شعواء من وسائل الإعلام الأجنبية. تناولت هنا موضوع الضباب أمس الأول، وأعود إليه اليوم، لأنه أكبر من مجرد ظرف طبيعي قد يحدث هنا أو هناك، وخلال فترات معينة من كل عام. وأعود إليه من زاوية آثار مثل هذه الحملة الظالمة التي للأسف بعض التصرفات والممارسات الفردية تمثل وقوداً لها، وهي بحاجة إلي وقفة محاسبة حازمة كيلا تتكرر، لأن الذي يدفع ثمنها ليس الشخص المسؤول عنها فحسب، وإنما سمعة ناقلة جوية ومطار تنطلق منه عملياتها، والبلد الذي تمثله، ويبذل جهودا كبيرة وعظيمة لترسيخ مكانته على خارطة صناعة الضيافة والسياحة على مستوي العالم، وليس في المنطقة فقط. وتضطر الجهة المتضررة عقبها لإطلاق حملات ترويجية ودعائية مكثفة لتجاوز الخدوش التي خلفتها تلك الممارسات السلبية على صورتها الزاهية وجهودها الكبيرة. ماذا يعني أن تبرز وتهول وسائل الإعلام الأمريكية أو الغربية تأخر رحلة طيران «الاتحاد» إلى سان فرانسيسكو في ذروة أزمة الضباب لمدة 12 ساعة؟، وتزعم أن المسافرين الذي تطلق عليهم الناقلة صفة «الضيوف» أرغموا على البقاء داخلها كل تلك الفترة ليواصلوا بعدها الرحلة التي تستغرق 16 ساعة في الجو. وتزعم وفاة مسافر آخر، بينما أوضحت الشركة في بيان سابق لها: إن المسافر المسن توفي لأسباب طبيعية ولم يكن في طريقه إلى تلك الوجهة الأميركية، وإنما في رحلة أخرى إلى مدينة دوسلدورف الألمانية. تنقلنا كثيرا بين مطارات المدن الأميركية والأوروبية، وكثيرا ما تضطرب حركتها الجوية في مناسبات عدة في مقدمتها العواصف الثلجية والأعاصير، ناهيك عن الإضرابات المتكررة، سواء للطيارين أو موظفي الخدمات الأرضية، ومع هذا لم نشهد مثل هذه الحملات المشوهة التي تجري، وتعبر عن شراسة المنافسة بين شركات الطيران، والتي احتدمت أثر دخول الناقلات الخليجية فيها بقوة وثقل كبيرين، وفي المقدمة منها ناقلاتنا الوطنية. ما جرى درس للجميع، وبحاجة كذلك لمحاسبة ووقفة حازمة!!.