يواصل أعداء الحياة والإنسانية، من برابرة العصر الإرهابيين، عملياتهم الدنيئة باستهداف الآمنين في مناطق مختلفة من عالمنا، معتقدين بأفعالهم الإجرامية تلك أنهم قادرون على تطويع المجتمعات وإخضاعها لمعتقداتهم السادية والدموية. كانت قلوبنا مع الأردن الشقيق، وهو يودع شهداءه الذين سقطوا غدراً على يد أولئك الإرهابيين في الكرك، ومع أهلنا في عدن، والإرهاب يفجر وللمرة الثانية المعسكر نفسه ليحصد عشرات الأبرياء من خيرة مجندي القوات الشرعية. وقلوبنا متضامنة مع ألمانيا، ومعتوه يحصد بحافلته متبضعين في برلين استعداداً للاحتفال بمولد السيد المسيح عليه السلام الذي نشارك إخواننا المسيحيين الاحتفاء به. والتضامن مع تركيا وأيادي الإرهاب تعبث فيها وتستهدف سفير روسيا هناك باسم الإسلام الذي يحرم قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فكيف بمبعوث مستأمن كفلت له الأمن والأمان الشرائع السماوية والمعاهدات الدولية؟. وسنظل متضامنين متحدين في وجه أعداء الإنسانية، والوجود والحضارة البشرية. جاءت المواقف الإماراتية المتضامنة مع الأشقاء والأصدقاء، والمنددة بالأعمال الإرهابية الدنيئة التي ارتكبها الإرهابيون، لتعبر عن موقف مبدئي أصيل ينطلق من رؤية إماراتية مبكرة حذرت، وتصدت مبكراً للجماعات المتطرفة المتاجرة بدين الحق، وفي مقدمتها «الإخوان المتأسلمون»، الذين تناسلت بهم بقية الجماعات الإرهابية من «القاعدة» وانتهاءً بالدواعش. كما جاءت هذه المواقف المبدئية متناغمة مع كل جهد دولي للتصدي لبرابرة العصر، وتنقية دين الحق مما لحق به على يد هؤلاء الملتاثين والمعتوهين والقتلة المأجورين الذين انتشروا في كل مكان، ينشرون الموت المتنقل والدمار والتفجيرات والخراب، ويسعون دوماً لتقويض أمن واستقرار المجتمعات الآمنة، منطلقين من حقد أعمى على كل فعل أو مظهر حضاري مزدهر، مقابل فشل شعاراتهم وخيبة أفعالهم التي لم تٌوّلد سوى الإفلاس، والجدب، والقحط، والخواء في المجتمعات التي ابتليت بهم في مناطق من عالمنا العربي والإسلامي. جرائم الإرهاب الذي يطل بوجهه القبيح، تؤكد لنا جميعاً مقدار الحاجة للعمل سوية دولاً ومؤسسات وأفراد من أجل القضاء على هذه الشراذم المأفونة، ولا تزيد شعوب ودول العالم سوى إصراراً لاجتثاث آفة الإرهاب الذي لا يستهدف شعباً أو وطناً بعينه قدر ما يستهدف الحضارة الإنسانية قاطبة، واستهداف التطرف لشواهد تلك الحضارة يؤكد حقده الأعمى على كل جميل في الوجود.