في حديثه مع وفد الأسرة العربية، أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الإمارات مثلث هالة الضوء في محيط عربي مضطرب، وهذا بطبيعة الحال، يعود إلى العلاقة الشفافة ما بين القيادة والشعب، والتي كرست الأمن الاجتماعي.. كلام، يدخل في الصميم، ويعمم فكرة الرجال النيرين عندما يدلون بآرائهم حول القضايا المصيرية، ومن يتتبع كلمات سموه في مختلف المحافل يستدل على الخيط الرفيع والمضيء، الذي يدخل من خلاله سموه، في غرفة الأفكار، ليغرف منها، ويمنحها لمن يريد أن يستظل بظل شجرته العملاقة. نقول من هذا المنطلق، أخذت الإمارات مسارها الصحيح في التعاطي مع المتغيرات، الكبرى، لأنها حظيت، بقيادات تضع الفكرة مثل السراج، وتقدم الخبرة مثل المنهاج، ونقطة في آخر السطر وبعدها يتلو الناس المعنى في هذا النشيد الوطني عالي النبرة قوي الشكيمة دقيق في تصويبه باتجاه الحقيقة .. وتأكيد سموه على الاستماع لمطالب الناس، وتوفير سبل الراحة، يعد واجباً مقدساً هو الدلالة الواضحة على نجاح الإمارات، في تبوؤ المكانة الصحيحة على خارطة العالم، وهو الطريق الذي تسلكه الدول ذات الحضارات الراسخة والراقية. في هذا اللقاء الذي جمع سموه مع أعضاء وفد الأسرة العربية أعطى سموه ومضات من أنوار قراءة للواقع الإنساني، وكذلك سلط الضوء الكاشف على ما يجري في العالم العربي ونتيجة لاختلال التوازن ما بين العقل والواقع، ونتيجة لغياب الوعي، بأهمية تغليب المصلحة الوطنية على كل المقدمات والمتأخرات من قضايا، فالوطن العربي الذي اجتاحته موجة الربيع العربي، كان مهيأ للخراب أكثر من تهيئته للتطور والرقي، لأن الأطراف دخلت في صراع القوة بدلاً من الحوار والبحث عن مناطق الالتقاء من أجل استمرار المسيرة الوطنية، من دون عقبات ونكبات ومن دون أن تكشر النفس الأمارة عن أنيابها لتحرق الأخضر والأصفر، وتبيد الحرث والنسل، وكل ذلك جاء تحت مسوغات واهية، ومبررات الحرية .. والديمقراطية ونستشف من حديث سموه، أن الوطن العربي بحاجة إلى إعادة أحجار الشطرنج إلى مكانها الصحيح، ليبدأ اللاعبون باستعمال العقل بدلاً من العواطف التي جرت الناس إلى الاحتماء بالطوائف ونسيان الوطن. الوطن العربي يحتاج إلى عقد اجتماعي عربي وليس نسخة ممسوخة من «عقد» روسو.