أصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية، اليوم الأربعاء، مذكرة جلب ورصدت مكافأة لاعتقال أنيس العامري باعتباره المشتبه به في الاعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين وقالت انه تونسي عمره 24 عاما.
وقدمت أوصاف المشتبه به. وقالت النيابة في بيان "إذا رأيتم الشخص المطلوب، أبلغوا الشرطة. لكن لا تعرضوا حياتكم للخطر، هذا الشخص قد يكون خطرا جدا ومسلحا".
ورصدت مكافأة بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، بحسب البيان.
وبحسب السلطات الألمانية فقد كان المشتبه به موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين.
وهو طالب لجوء وصل في يوليو 2015 إلى ألمانيا ورفض طلبه في يونيو الماضي. لكن سلطات ألمانيا لم تتمكن من طرده إلى بلاده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها.
وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن الرجل معروف لدى الشرطة بأنه قد يكون خطيراً وجزءاً من شبكة إرهابية كبيرة وأنه حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر.
وأضافت السلطات الألمانية أن السلطات التونسية لم تعترف إلا اليوم الأربعاء، بالصدفة، بأنه يحمل الجنسية التونسية ووفرت وثيقة سفر تتيح ترحيله.
وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريبا من التيار المتشدد.
وأفاد مسؤول ألماني، اليوم الأربعاء، أن الشاب كان مشتبها به من قبل في الإعداد لاعتداء وأبلغ عنه في نوفمبر إلى المركز الألماني لمكافحة الإرهاب.
وصرح وزير الداخلية رالف ييغر في مقاطعة نوردراين وستفالن غرب ألمانيا، حيث أقام المشتبه به، أن الشرطة القضائية في المقاطعة "رفعت طلب فتح تحقيق لدى النيابة الفدرالية الألمانية (ذات الصلاحية في شؤون الإرهاب) لوجود شبهات في التحضير لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة".
وأصاب الهجوم، الذي وقع قبل عيد الميلاد، الألمان بصدمة وتسبب في إطلاق مراجعات أمنية في أوروبا التي تشهد حالة تأهب أمني قصوى بالفعل منذ الهجمات التي وقعت في فرنسا وبلجيكا في وقت سابق هذا العام.
وجدد الهجوم واحتمال ضلوع أحد المهاجرين أو اللاجئين في الهجوم -على الرغم من عدم تأكد الأمر بعد- النقاش حول قضايا الهجرة والأمن في وقت تواجه فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوات لوضع قيود على الهجرة بعد السماح لأكثر من مليون شخص بدخول ألمانيا في العامين الماضيين.
واعتقلت الشرطة -في بادئ الأمر- طالب لجوء باكستانياً قرب المكان لكنها أطلقت سراحه دون اتهامات أمس الثلاثاء. وحذرت السلطات من أن المهاجم طليق وقد يكون مسلحاً. وليس من الواضح ما إن كان المهاجم تصرف بشكل منفرد أم مع آخرين.
واقتحمت الشاحنة، التي تزن 25 طناً، أكواخ البيع الخشبية التي تبيع المشروبات والنقانق وأصابت نحو 45 شخصاً.
وعُثر على سائق الشاحنة البولندي مقتولاً داخلها. وذكرت «بيلد» أنه كان على قيد الحياة إلى أن وقع الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن محقق قوله إن عراكاً نشب حتماً مع المهاجم الذي ربما يكون مصاباً.
وقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم مثلما أعلن مسؤوليته عن هجوم نفذه شخص تونسي المولد عندما دهس حشداً يحتفل في مدينة نيس بالعيد الوطني بشاحنة في يوليو الماضي. وقتل 86 شخصاً في هجوم نيس وقتلت الشرطة السائق بالرصاص.
وقال أندريه شولتز رئيس رابطة المحققين الجنائيين الألمان للتلفزيون الألماني في وقت متأخر أمس الثلاثاء إن الشرطة تأمل في اعتقال شخص آخر قريباً.
وتابع «أنا على ثقة نسبية في أننا ربما نتمكن غداً أو في المستقبل القريب من تقديم مشتبه فيه جديد».
عدد اليوم
