الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تعزيز السلم» يدعو للاستفادة من تجربة الإمارات في تنمية التسامح

«تعزيز السلم» يدعو للاستفادة من تجربة الإمارات في تنمية التسامح
20 ديسمبر 2016 01:04
أبوظبي (الاتحاد) ثمن المشاركون في منتدى تعزيز السلم تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في تنمية قيم التسامح والعيش المشترك وترسيخ قواعدها وتجريم الإساءة إلى المقدس، معتبرين أن تجربة الوحدة الاختيارية الطوعية التي شكلت على أساسها دولة الإمارات محطة مشرقة في تجارب الدول العربية والمسلمة. ودعا منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في ختام أعماله، مساء أمس إلى وقف تدمير الإنسان والعمران واعتماد السلم وما ينشئه من بيئة التعارف والتوافق والوئام والعيش المشترك، وكون هذا القبول تعدى المجتمعات المسلمة إلى أمم مختلفة. وحذر المنتدى من خطورة ظهور مصطلحات ومفاهيم ملتبسة عند المسلمين في العصر الحديث، نشأت في أجواء ردود فعل وإحباط بناء على خلفيات علمية لم تحترم الأصول الصحيحة للتراث، كإسلامية الدولة مقابل العلمانية، والخلافة أو الإمامة في مقابل الدولة الوطنية، حتى صارت تلك المصطلحات والمفاهيم تلقائية ومتغلبة وكأنها حقائق علمية. وانتقد المنتدى أقوال المنحرفين بعدم مشروعية الدولة الوطنية المسلمة، وما يستتبع ذلك من تجريح يصل إلى إهدار حرمة الأوطان، وعصمة نفس الإنسان، وهدم البنيان وشغل الأمة عن كل أمر ذي شأن. ولأنها جرأت على الدماء المعصومة في مخالفة صريحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من حمل علينا السلاح فليس منا». وأشار المنتدى إلى تركيز المؤتمر على قضايا مسألة السلم بين المعوقات والفرص، وتصحيح المفاهيم ذات العلاقة بالدولة في المجتمعات المسلمة، وإعلان مراكش: شهادات وإشادات، وتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح. الدول الوطنية وأشار البيان إلى أن الدول الوطنية التي نشأ أغلبها بعد جلاء المستعمر عن ديار المسلمين في ظروف متباينة وبأشكال متعددة والتي يعتبر الإسلام دينا لأغلبيتها، دول شرعية بالمعنيين القانوني والديني، وأنه لا يقدح في شرعيتها ما ورد من النصوص والممارسة التاريخية. كما استنتجوا أن الشروط النظرية التي تشترط وحدة الأمة في كيان واحد وتحت سيادة واحدة تعتبر خارج السياق الزمني. وانتهى المنتدى إلى إصدار توصيات توصلت إلى أن معضلات الأمة الإسلامية لن تجد لها حلولا في معزل عن دينها الذي ارتضاه الله لها بالأدلة البينات والحجج الواضحات بشرط سلامة منهج التعامل مع النصوص وعمق الفهم لمقاصد الشريعة وحسن تنزيل الأحكام الشرعية على واقع اتضحت معالمه واستوعبت عناصره وأبعاده. أزمة الأمة وأشار إلى أن أزمة الأمة ليست في قيم دينها وأحكامه ولكن في عدم سلامة منهجية التعامل مع النص الشرعي، إن أزمات الأمة الإسلامية وإن كانت متعددة الأسباب والأبعاد فإن مفتاح الحلول يكمن في تجديد الخطاب الديني ليعبد للناس طرق السلم والعيش المشترك والترقي في مدارج تكريم الإنسان وعمارة الأرض، إن من أخطر التحديات التي تواجه تجديد الخطاب الديني تحريف المفاهيم لعدم استيعاب أصولها الأولى أو للجهل بالشروط الزمانية والمكانية التي تعيد صياغة المفهوم، ومن ثم فإنه لا مطمع في إيجاد بيئة ملائمة لثقافة السلم بدون تحرير المفاهيم من اجتيال الجهل أو التحريف والغلو. ولفت إلى أن ُبؤرة تجديد الخطاب الديني إنما تكمن في صياغة المفاهيم صياغة مستقلة مبتكرة أو مراجعة المفاهيم المعتمدة في المجالات المستهدفة وما يتولد عنها من الأحكام لتهذيبها وعرضها من جديد على أصولها من جهة وعلى النتائج من جهة أخرى، مما قد يؤدي إلى تحويرها أو تغييرها أو تطويرها أو تعديلها وتبديلها. مفاهيم يجب تفكيكها وقال: إن مفهوم الدولة والدولة الوطنية من المفاهيم المفجرة التي يجب تفكيكها وإعادة تركيبها، لأن البعض تذرع به لتحقيق غايات يضفي عليها الشرعية من خلال نصوص مجتزأة من سياقاته، ومن خلال إهمال فج لأدنى قواعد منهج تنزيل الأحكام والمفاهيم التي أصل لها علماء المسلمين عبر الأزمنة المتوالية. وأكد على أن مشروعية الدولة الوطنية اليوم تتضرر من اشتراط شروط مثالية لا تستوعب منطق الشرع نفسه ولا منطق التجربة التاريخية للأمة بقدر ما تتضرر من اشتراط التماهي والتطابق مع صيرورة الدولة ومؤسساتها في التجربة الغربية الحديثة. دار إسلام وفي هذا السياق أكد البيان أن الفقه الإسلامي الموروث لم يتحدث عن دولة مسلمة بل عن دار إسلام، وأن العبرة في إسلامية الدار ليست بالأحكام ولا بالحكام بل بالسكان، أي بوجود أغلبية مسلمة بوسعها ممارسة شعائر دينها في أمان، ونصوص الفقهاء شاهدة على أن قضية الخلافة لا ترتبط بأصول الدين، ولا ترقى إلى مستوى مسالك اليقين. وأن ضرورة وجود سلطة تحفظ مصالح الناس وترعى شؤونهم أمر لا خلاف فيه في شريعتنا قولا وفعلا وتقريرا، لكن لا يلزم من هذا أي تحديد لطبيعة هذه السلطة ولا كونها دولة موحدة جامعة للمسلمين. وأوضح أن التجربة التاريخية للأمة تثبت تعدد دول الإسلام، وتعدد أئمتها، ولم يثبت أن أحداً سعى إلى توحيد الأقطار تحت راية واحدة بسبب الواجب العقدي المستبطن لمبدأ وجوب الخلافة ووحدة الإمام. وأكد أن الأصل أن كل الدول التي تحتضن مجتمعات ذات أغلبية مسلمة هي دول مسلمة سواء نصت على ذلك في دساتيرها أم لا، وأن التشكيك في إسلامية الدول المسلمة لمجرد وجود بعض القوانين المخالفة للشريعة ذهول أو تجاهل لقرب عهدها بنكبة الاستعمار ولخصائص الدولة الوطنية في العصر الحديث، بكل التحديات والإكراهات التي تفرضها على النسيج الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتشريعي للمجتمعات المسلمة. حرمة الدول المسلمة وشدد المنتدى على حرمة الدول المسلمة ومواطنيها، والذي لا يعني أي انتقاص من حرمة غيرها من الدول بل هو مجرد تخصيص بالذكر والاهتمام اقتضاه تصحيح مفاهيم مغلوطة متداولة في السياق الثقافي الإسلامي الراهن، وإن التضامن وإصلاح الوحدات الوطنية هو السبيل الوحيد للخروج من الظروف الحرجة التي تعيشها المجتمعات المسلمة اليوم. وأوصى بمتابعة الاهتمام بالمفاهيم التي يترتب عن سوء فهمها إخلال بالسلم الاجتماعي أو الأهلي أو العالمي، والمزيد من التنسيق مع الهيئات والمنظمات وممثلي الديانات المختلفة في مجال نشر قيم السلم والعيش المشترك والأخوة الإنسانية. وتعزيز قيم الدولة الوطنية في المقررات الدراسية في المجتمعات المسلمة وفي أقسام الدراسات الشرعية، وتشجيع البحث الجامعي في مجال التأصيل للدولة الوطنية مقاصد وتاريخاً، وتخصيص جوائز وطنية على صعيد المجتمعات المسلمة للبحوث المتميزة في دراسة المفاهيم الشرعية المرتبطة بالدولة في نشوئها وتطورها وعلاقتها بالواقع المعاصر. توجه المشاركون في المؤتمر بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات على رعايتها الكريمة، ودعمها المتواصل للمنتدى، معبرين عن امتنانهم إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السمو حكام الإمارات، كما يتوجهون بعظيم الامتنان إلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، على رعايته المنتدى. شاهد مالك: 2 % من ميزانيات الدول تنفق على الصراعات وتمويل الحروب أبوظبي (الاتحاد) أشار الدكتور شاهد مالك وزير العدل البريطاني السابق إلى جملة من الأحداث المؤلمة التي يعانيها المسلمون في المنطقة العربية والعالم، من قتل وتشريد، إذ إن هناك أكثر من مليار و500 مسلم حول العالم، 60% منهم من النساء، وهناك ملايين الأطفال الذين يعانون الفقر، والولادة في ظروف صعبة وخطيرة، إلى جانب عدم توافر التعليم الأساسي للملايين منهم، لافتاً إلى أن هذه المشكلات نفسها تتوارثها البشرية منذ الأزل، وهي سبب اجتماع كوكبة العلماء والمفكرين في الملتقى الثالث لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، لخلق التواصل والحوار في العالم من أجل غدٍ مشرق مستنير. وأكد إمكانية إيجاد حلول كثيرة، داعياً الجميع للتكاتف، والعمل المشترك من أجل بناء عالم ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، منوهاً بأن الصراعات الكثيرة التي تشتعل هنا وهناك في دول عدة من المنطقة والعالم، تكلف الحكومات مبالغ طائلة من ميزانياتها، الأحرى بها صرفها على حل المشكلات وإغاثة المنكوبين في مناطق النزاع، موضحاً أن هناك 2% من ميزانيات الدول تنفق على الصراعات وتمويل الحروب، وهو ما يساوي مليارات الدولارات التي يجب أن تصرف على تحسين الحياة لا لإنهائها، حيث هناك ضحايا يدفعون حياتهم ثمناً لذلك. قهر المعوقات وثمن الدكتور شاهد مالك، دور الإمارات في تعزيز السلم ومكافحة التطرف والإرهاب، قائلاً: «إن الإمارات دولة تقترب إلى الكمال في الجوانب كافة، وتتبوأ المرتبة الأولى عالمياً في مقاييس عدة، ورغم أن البنية التحتية غير المسبوقة في هذه الدولة والحضارة العمرانية التي تشهدها، إلا أن حكومتها غير راضية؛ لأنها تعمل على بناء دولة كاملة، وها هي قد بنت دولة على الرمال وحتى تحت سطح البحر، وتتطلع إلى آفاق مستقبلية لا حدود لها، كما تحرص قيادة الإمارات الرشيدة على تحقيق السلام ونشره عالمياً، وهذا إنما يدل على عمق حكمة هذه القيادة وتلاحم الشعب مع قيادته، التي لا تتوقف عن البناء رغم الظروف الطبيعية الصعبة للمنطقة، لكن بعد نظرها والرؤية المستقبلية الثاقبة ساعدتها على قهر جميع ما يعوق طريقها نحو التنمية والتميز والريادة العالمية». وأشاد باستحداث حكومة الإمارات وزارات السعادة والشباب والتسامح، ، لافتاً إلى أن عقد الملتقى الثالث لمنتدى تعزيز السلم الذي تحتضنه الإمارات في العاصمة أبوظبي دلالة قوية جداً على إصرار دولة الإمارات على تطبيق السلم والسلام على الجميع. وأكد أهمية دور الإمارات في مكافحة التطرف والإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©