الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سقطة نجم» في «قفص الاتهام»!

«سقطة نجم» في «قفص الاتهام»!
19 ديسمبر 2016 19:51
عبدالله القواسمة (أبوظبي) وأرجع عبدالله صقر المدرب المواطن التصرفات السلبية للاعبين إلى ضغوط المنافسة، مؤكداً أن لكل فعل رد فعل، والأخطاء التحكيمية على سبيل المثال تعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى شحن الأجواء، ويتأثر بها المرتبطون بالفريق، سواء لاعب ومدرب وإداري، وصولاً إلى الجماهير، إذ تتولد عند اللاعب عادة فكرة بأنه مضطهد من هذا الحكم أو ذاك، مما يزيد من حالة الشحن النفسي التي تغلف أداءه بالعصبية، وقد تتفجر بأن يقوم بدهس اللاعب المنافس، وهو المشهد الذي تكرر كثيراً في الموسمين الماضيين، واللاعب حينها ينظر إلى قرار الحكم بأنه قرار ظالم سواء كان هذا القرار صائباً أم خاطئاً. ويرى عبدالله صقر أن التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية من اللاعبين لا تعود إلى قرارات التحكيم بالدرجة الأولى، ولكن هناك العديد من الضغوطات الأخرى التي يتعرضون لها على الدوام، وترتبط بالمنافسة عموماً، مشدداً على أن إدارات الأندية والمسؤولين مطالبون بتوجيه اللاعبين إلى ضرورة التصرف القويم الذي يخدم اللعبة بالدرجة الأولى والفريق واللاعب نفسه مثل روبيرو وأحمد «ديدا» وهما يعتبران من العناصر التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى الجماهير. وعن آلية القضاء على هذه التصرفات في ملاعب الكرة، قال عبدالله صقر: «كلمة واحدة تحول شخص من لاعب كرة قدم إلى ملاكم والعكس صحيح، ومنظومة فريق كرة القدم يجب أن تتعامل مع اللاعب بـ«حنكة» كبيرة على الصعيد النفسي، لأن الآثار النفسية المترتبة على المنافسة عادة ما تكون أعباؤها ثقيلة على اللاعب، لذلك يجب أن يكون هناك شخص أو مجموعة أشخاص قادرين على احتواء تداعيات المنافسة بشتى أشكالها داخل الفريق، في حين أن تصريحات المدربين والإداريين في الكثير من الأحيان تكون عاملاً مساعداً في زيادة حجم الأعباء النفسية التي يتحملها اللاعب». ومن جانبه، أكد المحلل زبير بيه أن سقطات اللاعبين وتصرفاتهم الخارجة عن الروح الرياضية لا ترتقي إلى مستوى الظاهرة العامة، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى من حيث أسبابها، ويرى أن تصرف ديدا في مباراة الإمارات، انعكاس للحالة السيئة التي يعيشها «السماوي»، والتي دفعت اللاعب إلى إبداء الرغبة في عدم البقاء مع الفريق، لأنه يعيش أجواء لم يكن يتوقعها مع النادي، والحال ينطبق على روبيرو، وقال: «لا يخفى على أحد أن الأهلي بعيد عن مستواه المعهود، في حين أن النجوم الحاليين حول روبيرو ليسوا أنفسهم الذين كانوا معه في الموسم الماضي، ومن هنا نستطيع أن نتلمس بعض الأسباب المعقولة لهذا التصرف، رغم أنه خارج عن الروح الرياضية ومرفوض جملة وتفصيلاً، لأن اللاعب يجب أن يملك الوعي الكبير بأنه نموذج وقدوة للمجتمع الذي يتأثر بمثل هذه التصرفات». وشدد زبير بيه على أن جميع أركان كرة القدم مطالبون بنبذ «التشنج»، سواء من الإداري والمدرب، وحتى المحلل التلفزيوني أو الإعلامي إلى جانب الحكم، والذي يجب أن يكون هادئاً في التعامل مع واقع المنافسة القوية على الألقاب المحلية، حتى لا نرى روبيرو آخر في ملاعب الإمارات، والأخير فجر المشاكل التي يعانيها فريقه في وجه الحكم، وقال: «اللاعب دائماً يكون تحت الضغط، والأردني ياسين البخيت الذي قام بـ«دهس عموري» على سبيل المثال لا الحصر عاش وضعاً استثنائياً منذ مطلع الموسم الحالي، وبعدما كان مرشحاً للبقاء مع حتا سرعان ما تم إنهاء عقده ليتوجه إلى دبا الفجيرة الذي يلعب معه الآن تحت ضغط النتائج». وأكد زبير بيه أن اللاعب يدخل المباراة، وعينه على أداء الحكم، لأن البرامج التحليلية عادة ما تتناول الأداء التحكيمي بالانتقاد، والحال ينطبق على وسائل الإعلام، في حين أن اللاعب ليس بمعزل عن متابعة وسائل الإعلام التي تنتقد التحكيم، وفي السياق نفسه هناك انعدام في الثقة بين اللاعبين وإدارات الأندية، واللاعب يدرك أن مسيرته تنتهي مع ناديه في أي وقت، والأمران من شأنهما التأثير في أداء اللاعبين الذين يقعون دائماً تحت ضغط التحكيم والمطالبة المستمرة بأن يقدم كل ما في جعبته من إمكانات على أرض الملعب. وعن طرق «السقطات» التي يرتكبها النجوم أكد زبير بيه أنه هذا الأمر منوط بأركان لعبة كرة القدم كافة عبر الحد من الوقوف عند النواحي السلبية التي تشهدها المنافسة والتي من شأنها أن تنعكس على الأداء العام للفرق واللاعبين. لافتاً إلى أن رسم صورة سوداوية لطبيعة المنافسة عادة ما يزيد من حجم الإشكاليات التي تكتنفها. واتفق المحلل بسام مفتاح مع طرح زبير بيه، عندما أكد أن التصرفات التي تشهدها جولات الدوري ليست ظاهرة، ولا تؤثر في المستوى العام للبطولات المحلية والأخلاق والآداب العامة، مشدداً على أن مثل هذه التصرفات هي وليدة اللحظة الراهنة التي يعيشها اللاعب، والذي يكون مطالباً بالكثير على أرض الملعب، ومراقباً من الجميع؛ المدرب وإدارة النادي والجماهير، وقال: «تخيل أن لاعباً معدل نبضات قلبه سريع للغاية، ويعيش ضغطاً هائلاً ومطالباً بتقديم أقصى ما لديه من جهد لتحقيق النتيجة المطلوبة، فهو حينها معرض لارتكاب مثل هذه التصرفات، وعلى العكس من ذلك فبعد انتهاء المنافسة الرياضية تراه إنساناً مغايراً تماماً إذ يبدي حينها الندم على الأخطاء التي ارتكبها بحق نفسه وبحق المنافس». ويرى بسام مفتاح أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في زيادة التصرفات غير المسؤولة للاعبين، وبالأخص البرامج التلفزيونية التي تتناول بالتحليل الدقيق والتفصلي أداء اللاعبين فهذه البرامج على حد وصفه لا تنتعش، إلا من خلال الوقوف على الأخطاء على عكس وسائل الإعلام المقروءة، والتي رأى أنها أكثر عقلانية في التعامل مع طبيعة المنافسة الرياضية مطالباً وسائل الإعلام بالوقوف على إيجابيات المنافسة، مثل حال السلبيات، لأن بث الروح الإيجابية يسهم في الحد من التصرفات السلبية، ويدفع اللاعب إلى اللعب بشكل إيجابي، بعيداً عن العصبية الزائدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©