الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عواجيز الهواة» إضافة أم انتكاسة؟

«عواجيز الهواة» إضافة أم انتكاسة؟
18 ديسمبر 2016 20:29
عماد النمر (الشارقة) يضم دوري الدرجة الأولى أكبر عدد من كبار السن، بعضهم مازال متألقاً، ويقدم عطاءات متميزة في «المستطيل الأخضر»، والقليل منهم أصبح «عالة» على فريقه، وخفت نجمه الذي كان ساطعاً في السابق، وبعضهم يشكل إضافة قوية ومميزة بوجوده في دوري الأولى. وما بين هذا وذاك نرصد وجود هؤلاء ونستمع إلى آراء المسؤولين واللاعبين لنتعرف على الواقع في أروقة دوري الهواة. في البداية، أكد عبد الله أحمد مدير فريق عجمان أن وجود لاعبين كبار في أندية دوري الدرجة الأولى ضرورة لابد منها، نظراً لامتلاك هؤلاء اللاعبين الكثير من الخبرات اللازمة لمساعدة الفريق في مشواره نحو تحقيق هدف الصعود إلى دوري المحترفين، لكنه أوضح أن العديد من هؤلاء اللاعبين، وحسبما يرى في هذا الموسم، لم يعودوا يشكلون الإضافة المرجوة في فرقهم، بل أصبح بعضهم «عالة» على فريقه. وقال بالطبع إن أغلب الإدارات تفضل اللاعب الشاب، في حال تميزه وجاهزيته، لكن هذا اللاعب الصغير يحتاج إلى وقت، حتى يكون إضافة حقيقية لفريقه وليس مجرد لاعب، لذلك تلجأ إدارات الأندية إلى كبار السن كونهم جاهزون ويملكون الخبرة، وينجح اللاعب الكبير مع فريقه إذا كان محافظاً على لياقته ومستواه الفني والبدني ويواظب على التدريب، ويفشل اللاعب خاصة إذا كان متأثراً بعوامل الزمن وتراجع مستواه عموماً. وأشار إلى أن الأندية التي تضع في خطتها الصعود، تضطر للتعاقد مع لاعبين كبار من أجل المساعدة في تحقيق طموحاتهم سريعاً، وقال لو كان في أندية الدرجة الأولى فريقاً رديفاً فإن ذلك سيساعد على تفريخ لاعبين شباب لديهم خبرة لا بأس بها للمشاركة مع الفريق الأول، وهذا ما نرجو تحقيقه في كل أندية دوري الدرجة الأولى. من جانبه، قال عمران الجسمي مدير فريق الشعب إننا لا نستطيع حسم وجود اللاعبين الكبار بأنه إضافة أو انتكاسة على العموم، لأن في الأمر العديد من الجوانب، فهناك لاعبون يشكلون إضافة كبيرة، والبعض منهم لم يعد يشكل إضافة بل أصبح مجرد لاعب، والأمر يتوقف على اللاعب نفسه، فمن يحافظ على نفسه ولياقته ومستوى وتركيزه في الكرة، سيستمر وستطلبه الأندية للاستفادة من خبراته، كما أن اللاعب المخضرم الجاهز يستطيع إفادة فريقه حتى لو لعب لبعض الوقت، كونه يملك رؤية للملعب ولديه خبرات التعامل مع المواقف الصعبة والضغوط، وهناك العشرات من اللاعبين الذين يشكلون إضافة كبيرة لفرقهم في دوري الأولى. وأشار إلى أن الأمر يعود أيضاً إلى الإدارات الفنية للفرق التي تستعين باللاعبين الكبار، وضرورة التوظيف الصحيح للاعب مهمة جداً، لذلك فالكثير من المدربين يراعون هذه النقطة، ونراهم يدفعون بلاعب الخبرة في الوقت المناسب. وأوضح محمد سرور هداف دبا الحصن أنه ما زال محافظا على مستواه الفني والبدني، ومازال يعطي في الملعب وملتزما التدريبات ولا يتغيب عن أي حصة تدريبية رغم ظروف عمله في أبوظبي، وأنه حصل على لقب هداف الدرجة الأولى ثلاث مرات «مرتين في الدوري وواحدة في الكأس»، وهذا لم يأت من فراغ، فمحافظته على تدريباته، وكأنه مازال لاعباً ناشئاً يجعله في حالة جاهزية دائمة. وقال إن المخضرم يعطي حافزا للاعبين الصغار في حال كان محافظاً على مستواه ويؤدي بالقوة والحماسة نفسها، ويصبح هناك تنافس بين اللاعبين من أجل حجز مكان لهم في التشكيلة الأساسية، وضرب مثالاً بفريق حتا في العام الماضي، حينما كان يضم في تشكيلته عدداً كبيراً من اللاعبين الكبار والمخضرمين، وهم من ساعدوه على الصعود إلى دوري المحترفين، وفي هذا الموسم نرى عجمان كذلك يملك مجموعة من اللاعبين الكبار أصحاب المستويات المتميزة، وفي دبا الحصن أيضاً هناك عدد من اللاعبين المخضرمين يؤدون بشكل جيد، وهم من قادوا الفريق للمركز الثاني حالياً. ووصف المدرب المصري أيمن الرمادي وجود اللاعبين الكبار أنهم مثل الفاكهة في الفريق، كونهم يملكون العديد من المواصفات التي تساعد الجهاز الفني على تنفيذ أفكاره، من حيث خبرة التعامل مع المواقف واللعب تحت الضغط وقيادة الفريق في الظروف الصعبة، وقال لابد في كل فريق من وجود ثلاثة أجيال من المخضرمين والشباب والصاعدين، ونحن في عجمان نملك هذه التوليفة، ونسعى للمحافظة عليها، لأنها تساعدنا على تنفيذ كل أفكارنا، وأنا أستعين باللاعب الصغير صاحب المجهود الوافر والحماس الكبير، واستعين باللاعب الشاب الذي اكتسب العديد من الخبرات ولديه مجهود ومهارات تعين الفريق على تحقيق نتائج إيجابية، كما نستعين باللاعب الخبرة في الوقت المناسب الذي يكون الفريق في أمس الحاجة لوجوده، لذلك فلابد من وجود كافة الفئات في كل فريق، وبالطبع فإن وجود المخضرمين يعتبر إضافة كبيرة جدا لكل فريق. وأشار إلى أنه استعان بخدمات محمد عمر، حينما كان مدرباً في الظفرة وكان صاحب أداء متميز، واستعان بسالم خميس وعصام دوريش في الشارقة، كما لعب سليمان المغني وموسى حطب في اتحاد كلباء مثلاً، وكانوا سبباً في صعود فرقهم لدوري المحترفين وما زلوا يقدمون عطاءات متميزة حتى الآن. وشدد الرمادي على أهمية شخصية اللاعب واهتمامه بمستواه والمحافظة على صحته ولياقته، وهذا عامل مهم جدا من أجل ضمان استمراره في الملاعب لأطول فترة ممكنة، وفي العالم كله تستعين الفرق باللاعبين الكبار في السن من أجل الاستفادة من خبراتهم الواسعة في الملاعب. ونفى ناصر مسعود حارس مصفوت أن يكون عطاء اللاعب في الملاعب على علاقة مباشرة بالعمر بالتأثير السلبي على قدراته التي تسمح له بتحقيق طموحاته في مساعدة فريقه على تحقيق النتائج الإيجابية، مشيراً إلى أن تألقه مع مصفوت كحارس مرمى يشعره بالفخر والسعادة ولكونه نجح رغم وصوله إلى 39 عاماً في تأكيد حضوره المشرف الذي يمثل الكثير من الدوافع لبقية اللاعبين في متابعة ظهورهم القوي في الدوري على غرار مجموعة من اللاعبين على مستوى المنطقة والعالم وحتى في دوري الخليج العربي. ودعا ناصر مسعود كل المنتقدين لوجود أصحاب الخبرة إلى قياس الأمور بالعطاء في الملاعب وليس بالنظرة السلبية، موضحاً أن دوري الدرجة الأولى يتألق من عناصر الخبرة والشباب بالأداء العالي والجيد في المباريات دون النظر إلى الفوارق العمرية بين اللاعبين، فالمهم هو القدرة على المحافظة الإيجابية على النظام الدقيق للوجبات الغذائية والحصص التدريبية وغيرها من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى إطالة عُمر اللاعب في الملاعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©