أثبتت الأحداث التاريخية الكبرى، أن قوّة دول مجلس التعاون وتماسكها قوّة للعرب، ولأنّ هذه الدول تتمتع بمقومات تاريخية وسياسية، واقتصادية، فإنها جديرة بأن تملك ألباب عشاق التآلف وأن يكون التعاون الخليجي هو الجسر الموصل إلى نهر العروبة، والشريان المتصل بوريدها، لم يعد هناك قلب للعروبة غير هذا النابض في الجسد الخليجي، هذا الرابض في الروح، الذاهب إلى العقل، المؤدي إلى مقل الترف الوجداني، والبذخ في العطاء الثقافي. عندما نتحدث عن هذا السلسبيل، فإننا لا نبالغ، لأن المرحلة الراهنة أثبتت أن دول التعاون، كوكب مضاء بمشاعر قد لا توجد في مكان آخر من العالم، بحكم ما للصحراء من وعي بأهمية التلاحم، وضرورة الانسجام، وعندما ننتظر إلى المستوى الأخلاقي في التعاطي مع القضايا والأحداث، نجد أن دول التعاون لا تتعامل مع الظروف بالقلم والمسطرة، بل بالحكمة والفطرة، وهذا هو الفرق الذي وضع هذه الدول في فوة الأحداث لأن الطامعين والمتربصين والمغرضين، لا يريدون للعرب أن يكونوا قوّة يحسب لها حساب، ولأن الحاقدين تدفعهم قوّة الأحزان التاريخية والأوهام ما يجعلهم يموتون غصة وكمداً عندما يجتمع العرب على كلمة سواء، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن تعاون دول التعاون، هو مربط الفرس، وهو الموجة التي ستكسر أخشاب الطغاة والمتزمتين هذا الاصطفاف الخير، هو وحده الذي سيحطم مراكب الذين يريدون أن يعبروا المحيطات على حساب خلافات العرب. التعاون الخليجي، سوف يكون العين الحمراء التي ترجف المتوثبين، وترعش قلوبهم، الواجفة لأنه تعاون من أجل الخير، والأشرار لا يريحهم هذا الوجدان، لأنهم تربوا على الضحالة، وتكيفوا على العيش في المستنقعات، وخلف الأعشاب الطفيلية.. الأشرار لا يسعدهم تعاون دول مجلس التعاون، ووعي قيادتنا في المنطقة، سوف يغير كثيراً من كفة الميزان، لأن في التعاون قوة وكرامة ومجد، ولأن في التعاون حفاظ على المكتسبات الوطنية، واحتفاظ بالمنجزات. ما تفعله بعض الدول في المنطقة، هو خيانة للأخلاق الإنسانية، وانقلاب على القيم وحنث وخبث سياسيين لا يقبلهما منطق ولا يجيزهما ضمير، الأمر الذي يجعلنا نسعد كثيراً، وتملأ قلوبنا الغبطة والسرور، عندما يجتمع قادة الخليج العربي تحت سقف المودة والمحبة، والتفاهم لأن هذه القيم هي الأكسير الذي يجعل الحياة، زاهية، كما أنه يحبط جل المخططات والدسائس، لأن قوة الخليج العربي ضعف وهوان لأعداء الإنسانية، ولكل من يتلاعب بالدين والقيم الإنسانية، والمبادئ وكل من يتخذ الدين لفافة سوداء يغطي بها رأسه، المفعم بالسواد، كأنه الليل الدامس.. تعاون دول التعاون نقطة الضوء التي ستذهب بنا إلى نعيم السلام، وإلى جنات الطمأنينة، وإلى بساتين الشرف الرفيع والكرامة المعشوشبة بالآمال الناصعة.. وطوبى لهؤلاء الناصعين الأفذاذ.