* لا كلمة تقال فيما يصير في حلب الشهباء التي غدت بالنيران مكتوية من كل الأطراف، فلا شيء يرى في سمائها غير شهب النار، ولا شيء على أرضها إلا جثث لطرف بريء لا دخل له في الحرب واستعارها، ولا في مصالح الذئاب التي ترقص حول النار وجثث الأبرياء المتفحمة، حلب ليس لك إلا الله، والدعوات الصادقة أن يكف هذا الجنون! * لا شيء اليوم في هذا العالم غير التوتر، توتر على الصعيد الاقتصادي، توتر على الصعيد العسكري، توتر على الصعيد الأمني، توتر سياسي، توتر شعبي، توتر إعلامي، لماذا غابت الحكمة فجأة؟ وكأن العالم بيد لاعبين صغار لا يقدرون المسؤولية، ولا يفرحهم إلا اللعب بالنار، لا يوجد بلد في العالم من دون توتر اليوم، وإن كانت أموره تسير بالخير وعلى ما يرام، وجد جاره يناوشه من بعيد، مرة باستفزاز إعلامي، ومرة بالتلويح بخلق أزمة اقتصادية، ومرة أخرى باستعراض القوة العسكرية، لا في وقتها، ولا مكانها، كل ذلك من أجل مزيد من التوتر، وعالمنا العربي متوتر منذ الأزل، وأي فتيل ولو كان خلافاً تاريخياً منذ ألف وخمسمائة سنة يمكن أن يشعل الأطراف، كلمة قالها مجنون في حق شعب عاقل، نطمس التسامح، وننسى أن لا حرج على المجنون، ونقدّم التوتر، خلاف على حديث موضوع يمكن أن ينشط كل الأجهزة من أجل صنع توتر، وبدون منطق يحتكم له واقعنا المعاش! * لا أدري لماذا لا يخجل الكثير من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي من السب والشتم، وقلة الأدب، والتطاول، وتقديم الكلام السوقي، والعنف اللفظي تجاه الآخر، وكأن هذه المساحة الجميلة والحرة والمفتوحة للجميع يريد البعض أن يحولها إلى مبغى، ومكان آثم ورخيص، ثمة كلام يجرح الشريف والأمين والمخلص والوطني والإنسان المتحضر، ولو كان الشتم موجهاً لعدو أو مجرم أو ظالم، ما دخل الأم والأخت والبنت والأب في هذا التعدي اللا أخلاقي، وكأنهم شركاء في الجرم، ومن خلال مساحة ليست حكراً على البذيئين، وإنما مساحة حرة للجميع! * من يصدق إيران في كلامها، وادعاءاتها ومزاعمها السياسية، المصبوغة بتلون وتحايل ديني؟ أحياناً أقول إن الشعب الإيراني في مجمله أذكى من الحكومة والسياسيين الذين جاءوا على غفلة من الزمن، وإنه لا يصدق كل هذه الهرطقات، فما بالكم بشعوب العالم، وكأن إيران تنوح وحدها ولوحدها على خرائب الوقت، وإلا ماذا يعني كلامها الأخير أن الإسلام انتصر على الكفار في حلب!