من حق أي شخص أن ينتقد عمل من يشاء، ممن يعملون في الشأن العام، فمن ارتضى لنفسه أن يعمل في الشأن العام مهما علا شأنه مكانته، يجب أن يتقبل النقد، خاصة إذا كان ممن لهم علاقة ودراية بالنقد. ومن حق أي شخص أن يدلي بدلوه فيما يشاء في الأمور السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وما سيقوله يعبر عنه وعن ثقافته واطلاعه فيما يتحدث عنه، وأعتقد أننا جميعاً نفعل ذلك، فمن منا لم يتحدث في موضوع ترامب وكلينتون، رغم أنه لا ناقة لنا ولا جمل بالاثنين ولا ببلدهما ولم ننتخب أيا منهما؟ ولكن ليس من حق أي شخص أن يتهم الآخرين، أو أن يختلق قصصاً غير صحيحة عنهم، ولا أن يخترع أسباباً تبرر له انتقادهم، وهي بالأساس ليست موجودة بهم. وعندما يتعلق الأمر بكرة القدم، فكلنا مدربون، وكلنا فاهمون، وكلنا محللون، وكلنا ناقدون، وهذا الأمر أجزم أنه لا يزعج مدرب المنتخب الإماراتي المهندس مهدي علي ولن يزعجه، ولكن أن يختلق البعض حكايات وقصصاً ويروونها للناس على أنها حقيقة وواقع، فهذا تزوير واتهام يجب أن يتم رفده بالدليل القاطع، حتى لا تتحول الأمور إلى ساحات لتصفية الحسابات على حساب الحقيقة. الرجل يعمل حسب فكره وخططه ودراساته ورؤيته، وقد نتفق أو نختلف معه، ولكن أن يأتي شخص ويقول: إن فزنا أو لم نفز وإن تأهلنا أو خرجنا من التصفيات، فأنا مع رحيل مهدي علي، ويأتي آخر ويقول إن هناك خلافات بين الرجل وبعض لاعبيه، وآخر يقول إن إسماعيل مطر مفروض على مهدي، ورابع يقول إنه أغلق الباب بوجه رئيس اتحاد الكرة، وخامس يقول إنه رفض حضور اجتماع مهم، وسادس يقول إن مهدي استقال، وسابع يقول إنه سمعه بأذنيه يقول كذا وكلها أمور لا تمت للحقيقة بصلة، عندها من حقنا أن ندافع عن رفض فكرة اتهام الآخرين بأفعال لم يقوموا بها، وليس فكرة الدفاع عن مهدي علي نفسه الذي يتعرض لحملة كبيرة أثناء تصفيات كأس العالم، لدرجة أن جرّده البعض حتى من جهده وتاريخه وإنجازاته، وأنا شخصياً قال لي أحدهم: عن أي إنجازات تتحدث فالرجل لم يقدم أي شيء للكرة الإماراتية؟ لن أدافع عن مهدي، فهو الأقدر بالدفاع عن نفسه، ولكني أتمنى أن يبقى النقد في حدود النقد، ولا يتعداه لما يتعدى ذلك، وللآخرين تاريخهم وكرامتهم التي يجب أن نحترمها مهما اختلفنا معهم في الرأي أو في النظرة.