الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المرأة والاستثمار السياحي.. فرص هائلة ووجود متواضع!!

المرأة والاستثمار السياحي.. فرص هائلة ووجود متواضع!!
16 ديسمبر 2016 20:07
ريم البريكي (أبوظبي) يشكو قطاع السفر والسياحة من ضعف المشاركة النسائية لسيدات أعمال إماراتيات، رغم حضور المرأة وبروز دورها في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وفي عدة قطاعات اقتصادية، إلا أن هذا الحضور يوصف بأنه لا يزال خجولاً وغير ملائم، في ظل وجود الفرص الذهبية التي يزخر بها هذا القطاع أكثر من سواه. ويقول معنيون في قطاع السفر والسياحة، إن المشاركة النسائية الضعيفة في هذا القطاع يعود إلى المخاوف النسائية وعدم وجود ضمانات لسير النشاط، إلى جانب غياب الدور التوعوي للمؤسسات المعنية بإشراك المرأة في العملية الاستثمارية. وأكدت ريد حمد الشرياني الظاهري عضو غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ورئيس القطاع التجاري بغرفة التجارة، وعضو مجلس إدارة سيدات أعمال أبوظبي والإمارات، على أهمية تناول موضوع عزوف سيدات الأعمال عن الاستثمار في القطاع السياحي، قائلة: إن مشاركة المرأة الإماراتية في هذا القطاع الحيوي ضئيلة جداً بالمقارنة بمشاركة الرجل ووجوده البارز والفعال في هذا القطاع، لدرجة قد يتوقع البعض أنه مقتصر على الرجال فقط. وأوضحت الظاهري أنه يتوجب توفير برامج توعية للأنشطة السفر والسياحة والتركيز على تحفيز المرأة للمشاركة المثمرة فيه، مبينة أن طرق التوعية تتضمن دورات متخصصة للسيدات الراغبات في الاستثمار في قطاع السياحة، بالإضافة لدمج المرأة في هذا الجانب أكثر ومضاعفة فرصها في المشاركة. وبينت الظاهري أن المشكلة لا تنحصر على ضعف المشاركة النسائية، بل إن مشاركة المواطنين الذكور في هذا القطاع تعد مشاركة ضعيفة مقارنة بمساهمة الأجانب، الذين يحتكرون السوق لصالحهم، مشيرة إلى وجود سيطرة كبيرة من قبلهم. وبينت أن تردد المرأة يعد المشكلة الأساسية في دخولها هذا السوق، ومخاوفها من اقتحام نشاطات وأسواق جديدة، ورغبتها في التعامل مع نشاط سهل من حيث إدارته، كما أن قطاع السياحة يحتاج فهماً أكبر واستيعاباً لمفاتيح الاستثمار، لذلك تفضل المرأة المجالات المقاربة لها، كما تميل بعض المستثمرات إلى تقليد الأخريات، بعيداً عن الابتكار. وأضافت أن عملية تقليد من سبقونا في مجالات الاستثمار المكررة تخلق مشكلة أخرى وهي التنافس الهائل في نفس المجالات، وبالتالي تؤدي إلى خسائر مالية وفشل المشروع، لتنتهي علاقة الاستثمار بالهروب من السوق وتركه تماماً وعدم التفكير في الرجوع إليه، دون معرفة السبب الرئيسي في فشل مشاريعهن وهو التكرار وغياب الإبداع والابتكار. وبحسب الأعداد المفصلة التي أوردتها غرفة وتجارة وصناعة أبوظبي، رداً على الموضوع أن عدد سيدات الأعمال المسجلات لدى غرفة أبوظبي 4592 سيدة، في نهاية شهر يونيو الماضي، انخرطت استثمارات 41 منهن في قطاع السفر والسياحة، منهن 24 مستثمرة في أبوظبي، ونحو 16مستثمرة في العين، ومستثمرة واحدة في المنطقة الغربية. وأشار سعود محمد سلطان الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس بريمير للسفر والسياحة، إلى أن المشاركة النسائية حاضرة في سوق السفر والسياحة، لكن ومن خلال عمله في هذا القطاع يلاحظ أن وجودهن ضعيف، مشيراً إلى أن قلة قليلة من سيدات الأعمال ينشطن في هذا القطاع. وأكد الدرمكي أن مشاركة المرأة في امتلاك وإدارة أنشطة استثمارية سياحية تعتبر من المشاركات المؤثرة جداً، كما هو الحال في بقية الأنشطة التي تساهم المرأة فيها بدور كبير، من ناحية إثراء القطاع بالأفكار الجديدة، مبيناً أهمية السياحة بوصفها أكثر القطاعات الاقتصادية فائدة، ومساحة الابتكار به كبيرة. وبرر الدرمكي السبب في تراجع الإقبال من جانب المستثمرات الإماراتيات إلى القوانين الصارمة وغياب الدعم المتمثل في تقليل الأعباء والإجراءات الرسمية من قبل جهات إصدار الرخص، وعدم كفاية دورات تدريبية معنية بإشراك السيدات في هذا القطاع. وذكر الدرمكي أن الطريقة الأسهل للتغلب على هذه المشكلة تتمثل في دعم وتشجيع سيدات الأعمال بتوفير الفرص التي يرغبن بالدخول لها وبما يتناسب مع مهاراتهن وفي نفس الوقت له علاقة بالقطاع السياحي، وأيضاً عمل لقاءات مشتركة مع أصحاب الخبرات من رواد الأعمال وقادة القطاع السياحي للاستفادة من تجاربهم العملية. وأفادت حنان العوذلي، سيدة أعمال نشطة في مجال تخليص المعاملات الحكومية، أنها لا تعرف شخصياً سيدة تمتلك مكتب سفر وسياحة، لكنها ترى أن عدم وجود نساء في هذا القطاع يأتي للمتاعب الكثيرة، ولعدم سهولته، بالإضافة لقلة الخبرة في هذا القطاع. وأضافت العوذلي أن قطاع السفر والسياحة يستلزم التعامل مع أكثر من طرف ومنها شركات الطيران والفنادق والمتعهدون داخل وخارج الدولة، ومثل هذه الإجراءات تحتاج لشخص يملك الدراية والقدرة على التحمل في متابعتها، ومن وجهة نظري فإن المرأة تميل إلى القطاعات السهلة المريحة، والتي تستطيع التعامل مع مصدر واحد فقط، بعيداً عن التشتيت وتعقيدات الإجراءات، كما تخشى المرأة مخاطر تعرضها للتعامل مع شركات وهمية، ولهذا فهي تفضل مجالاً يحقق لها الأمان بعيداً عن المسؤولية التي قد تحملها سداد التزامات مالية تعويضيه للأشخاص المتضررين. لكن العوذلي أكدت أن ذلك لا يعني عدم وجود مستثمرات مواطنات في هذا القطاع، ولكنني أتوقع أن هؤلاء السيدات يتمتعن بشخصية تميل للتحدي وحب المغامرة، ويملكن شخصية مطلعة على هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©