الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لبنى القاسمي: نشر قيم التسامح مسؤولية المؤثرين

لبنى القاسمي: نشر قيم التسامح مسؤولية المؤثرين
14 ديسمبر 2016 22:20
شروق عوض، رانيا حسن (دبي) قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة دولة للتسامح: إن المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي عليهم مسؤولية كبيرة لما تتمتع به تلك المنصات من إمكانات هائلة جعلت منها «السلطة الخامسة»، على حد تعبير الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مؤكدة أن سموه أطلق على منصات التواصل هذه الصفة لما لها اليوم من تأثير كبير في المجتمع، ما يعظّم المسؤولية الملقاة على عاتق المؤثرين لقدرتهم على الوصول إلى عقول متابعيهم لغرس الأفكار الإيجابية كسفراء للتسامح في عالم التواصل الاجتماعي. وأشارت معالي لبنى القاسمي إلى أن ارتفاع حدة الكراهية، التي عكستها الحوادث التي ألمت بدول عدة جعلت من الضروري العمل على إعادة الإعمار الفكري، وتكوين بنية مؤسسية لحماية قيم التسامح، وبالفعل استحدثت الإمارات منصب وزيرة دولة للتسامح في فبراير 2016، لتكون بذلك الأولى عالمياً في تأسيس هذا الموقع الحكومي، وتلى ذلك العديد من الخطوات المهمة وخلال فترة زمنية وجيزة شملت إطلاق «المعهد الدولي للتسامح»، كما تم الإعلان عن «جائزة محمد بن راشد للتسامح»، ومن ثم إعداد «البرنامج الوطني للتسامح»، الذي تمت صياغته من خلال التواصل مع فئات المجتمع كافة؛ بغرض تطوير السياسات التي ترسخ قيم التسامح، وخلق قيادات شبابية للترويج لهذا الفكر. جاء ذلك خلال فعالية «مساء التسامح»، التي عقدت مساء أمس الأول ضمن فعاليات النسخة الثانية من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور منى غانم المرّي رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية للقمة، ومجموعة من أبرز المؤثرين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي من أصحاب التخصصات المتنوعة. تفاعل كبير شهد اللقاء تفاعلاً كبيراً من المؤثرين الحضور، حيث تمت مناقشة مجموعة كبيرة من الأفكار والآراء الهادفة إلى اجتثاث جذور الفكر المتطرف بمختلف السبل، في مقدمتها تطويع وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم الأفكار المعتدلة للشباب، لاسيما أن الفئات العمرية الأقل من 28 عاماً يستخدمون هذه المنصات بنسبة تصل إلى نحو 98%، في حين طالب الحضور بضرورة تطوير محتوى باللغة العربية لغرس قيم التسامح في نفوس الأطفال، من خلال نص يراعي خصوصية هذه المرحلة العمرية وتصميم مبتكر يجذب عين وعقل الطفل، مشيرين إلى ندرة الكتب أو القصص العربية المعنية بهذه المحاور على الرغم من توافرها بلغات مختلفة. وبيّنت معاليها أن التسامح يعد من الركائز الأساسية التي قام عليها بنيان دولة الإمارات، التي ترسخت من خلال رؤية المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليسير على النهج ذاته من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتتواصل مسيرة الإمارات نحو خلق مجتمع متماسك يتقبل الآخر وينبذ التمييز والكراهية. وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: إن موضوع التسامح يحظى باهتمام كبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدة أن المبادرات كافة التي يطلقها سموه تهدف إلى نشر الروح الإيجابية بين الناس لاسيما الشباب، مع إيمان سموه بأنه لا يوجد مستحيل طالما وجدت الإرادة والعزيمة للوصول للهدف. وأشارت معاليها إلى أن مفهوم التسامح وما يتم إنجازه في هذا المجال ليس مجرد رسالة من الإمارات للعالم فقط، بل حزمة متكاملة من السياسات والمبادرات التي تعمل الحكومة على تطبيقها في الداخل أيضاً، وهو ما تعكسه محاور البرنامج الوطني للتسامح، التي تُعنى بترسيخ دور الأسرة، وتعزيز دور الشباب لحمايتهم من الأفكار المتعصبة والفكر المتطرف، وإثراء المحتوى الثقافي والعلمي الذي يُعلي من شأن قيم التسامح. وأكدت معاليها أن البرنامج الوطني للتسامح يولي اهتماماً كبيراً لدور الأسرة المترابطة في بناء مجتمع يُعلي قيم التسامح، وذلك من خلال تطوير وإطلاق شراكات ومبادرات بالتعاون مع مختلف الجهات والهيئات. ولفتت معاليها إلى أن البرنامج يؤطّر كذلك السبل الهادفة لنشر قيم التسامح لدى الشباب لحمايتهم من الأفكار المتعصبة من خلال ترسيخ القيم الصحيحة للدين الإسلامي، وتسليط الضوء على الممارسات التي يتبعها أصحاب الأفكار الهدامة لبث روح العنصرية والتعصب في عقول الشباب، موضحة أن رواد التواصل الاجتماعي بما لهم من تأثير قادرين على التصدي لمثل هذه اللغة الطائفية والأفكار البعيدة عن القيم الإسلامية السمحاء لاسيما وأن شبكة الإنترنت عموماً ووسائل التواصل الاجتماعي خاصةً، أصبحت ساحة خصبة لاستقطاب الشباب من قبل الجماعات المتطرفة ووسيلة لنشر روح الكراهية والتعصب. مرجع محلي ودولي وذكرت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن خطط البرنامج تعنى أيضاً بإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، حيث سيتم تدشين الدليل الإرشادي الإماراتي للتسامح، وهو إصدار يحتوي على أهم المصطلحات ذات العلاقة والقوانين المحلية والدولية، بحيث يعتبر مرجعاً محلياً ودولياً للباحثين في المجال، كما سيتم إطلاق ميثاق المبادئ الإماراتية والذي يفصّل سياسة الدولة وتوجهاتها في هذا الصدد. وقالت معاليها: بناء البرنامج الوطني للتسامح، ترتكز على سبعة أسس رئيسة، يأتي في مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف، وما يحمله من تعاليم تحث على التسامح واحترام الآخر ونبذ العنف والكراهية والتطرف والعنصرية والتمييز، ودستور الإمارات الذي نص على أن تكون علاقات الدولة مع مختلف الدول، قائمة على أساس الاحترام المتبادل والجميع سواسية أمام القانون، وحرية القيام بشعائر الدين مصونة بالقانون، وإرث زايد المتمثل في قبول الآخر واحترامه، بغض النظر عن عقيدته أو ثقافته، والمواثيق الدولية المعنية بالتسامح. وأشارت معاليها إلى أن التاريخ الإماراتي والآثار التي تم اكتشافها يعدان من الأسس التي يتركز عليها البرنامج، حيث يعكسان تأصل فكر التسامح في أرض الإمارات منذ أزمنة بعيدة، كما تعتبر الفطرة الإنسانية السليمة واحدة من هذه الأسس، إضافة إلى القيم المشتركة التي تتبناها الإمارات كعضو مؤثر في الأسرة الدولية، لافتةً إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها رواد التواصل الاجتماعي كشريك مهم للتصدي للهجمات الفكرية المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وبقاع مختلفة من العالم، مشيرة إلى أن الوسم الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم العالمي للتسامح، الذي يوافق السادس عشر من نوفمبر من كل عام، قد حقق 472 مليون انطباع خلال فترة وجيزة لم تتجاوز ثلاثة أسابيع، وهو ما يعطي إشارة واضحة بأن منصات التواصل قادرة على القيام بدور فعّال لنشر الفكر الإيجابي وكقوة قادرة على ردع الأفكار الهدامة. ولفتت معاليها إلى أن توجيه الكلمات العنصرية أو تلك التي تحض على العنف والكراهية بات مجرماً من قبل القانون الإماراتي في خطوة تهدف إلى تعزيز أسس التواصل وفق معايير محددة، وذلك لتمهيد وتهيئة بيئة خصبة للحوار. خطوة استباقية وأكد حضور «القمة» أن قانون «مكافحة التمييز والكراهية» يعد خطوة استباقية تحصن المجتمع الإماراتي من أي مظهر من مظاهر التمييز والكراهية بمختلف أشكالها، وأنه وعلى الرغم من التماسك الاجتماعي الذي تتميز به الإمارات، إلا أن صدور القانون بهذا التوقيت يؤكد أن الدولة حريصة على تأمين كل ما من شأنه تعزيز السلم المجتمعي وقطع الطريق أمام أي ممارسات غير مقبولة. كما أكد الحضور أن وزارة التسامح أصبحت ضرورة ملحة وليست رفاهية، في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وما يشهده العالم من تغيرات سريعة الوتيرة سمحت بظهور الفكر الإرهابي، وهو ما يعكس الرؤية المستقبلية الثاقبة للقيادة الإماراتية التي تعد الأولى والوحيدة في العالم في استحداث هذه الحقيبة الوزارية، وتناول الحضور كذلك نوعية الآليات التي يمكن استخدامها وتبنيها لقياس التسامح. جلسات اليوم الثاني شهدت جلسات اليوم الثاني من القمة إقبالاً من الحضور، ومن هذه الجلسات، جلسة: «كيف تحول الحريق إلى بريق؟»، التي قدمها الدكتور عبدالله المغلوث، الكاتب الصحفي السعودي، أما جلسة «حكاية رحالة»، فقدمها الرحالة السعودي عبدالله الجمعة، وطالبت الفنانة بلقيس في جلسة «قوة التواصل المباشر»، المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي بضرورة تحري الدقة فيما ينشرون عبر صفحاتهم، وضرورة تحليهم بالمسؤولية وألا يكون الهدف من وجودهم على تلك المنصات مجرد الشهرة، مؤكدة أن الكثير من المواد غير اللائقة قد تحدث شهرة لأصحابها، لكنها سرعان ما تنسى بعد أن تثير سخط الناس. أجواء إبداعية استقبلت قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في يومها الثاني ضيوف دورتها الثانية، بمجموعة من الفعاليات المبتكرة وغير التقليدية التي تتناسب مع جمهور الحدث الذي يتشكل أغلبه من الشباب وطبيعة النقاشات التي تركز على بيئة ذات طبيعة إبداعية خاصة مع كونها أحدث ثمار تكنولوجيا المعلومات، والتي ساهمت في استحداث معايير وعادات اجتماعية جديدة. ومن أبرز تلك الفعاليات المنصات المتخصصة التي استضافت مجموعة من المؤثرين المتخصصين، ومن بينها منصات الطبخ والموضة والعلاج الطبيعي، إضافة للشلال التفاعلي الذي يستقبل ضيوف القمة بألوانه الزاهية ورسائله المرحبة بنصوص كتابية يشكلها الشلال باستخدام برنامج حاسوبي يتحكم في تدفق المياه لتكوين تلك العبارات والأشكال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©