قبل أن أطرح القضية سأقدم لكم بعض المعلومات، في تونس يوجد 257 ناديا تمارس لعبة كرة القدم، دوري المحترفين التونسي عبارة عن قسمين، الأول 16 فريقا والثاني 20 فريقا، والبقية تمارس وتتنافس في مسابقات الهواة بمختلف درجاتها ومناطقها، أما المغرب فهناك 128 ناديا تمارس اللعبة، المحترفون عبارة عن درجتين وبقية الفرق تتوزع على مسابقات الهواة بمختلف أقسامها، أما السعودية فبها 156 فريقا للعبة كرة القدم.. دوري المحترفين 14 فريقاً.. وبقية الفرق تلعب في الهواة. في الإمارات وبعد تهديد ووعيد ومعونات و«بشارات» من رئيس الاتحاد وصلنا الى 12 فريقاً في دوري الهواة.. فهل المشكلة في كرتهم أم في ثقافتنا؟.. ولماذا لا تستطيع أنديتنا أن تمارس اللعبة في حين أن أغلب الدول العربية تلعب الكرة من دون شروط، في المغرب هناك 64 فريقا هاويا تلعب فقط في الدرجة الثالثة، ونحن بعد «حب خشوم» وصلنا الى 12 فريقا، فهل الميزانيات والمعونات هناك أكثر وهل نظام الكرة لديهم أفضل لهذه الدرجة، ولماذا لا توجد مشكلة في أغلب الدول في حين أن مجرد التفكير بالمشاركة عندنا ستتحول الى ورطة؟ بعد بحث بسيط اكتشفت التالي: يوجد بقائمة الهواة في أنديتنا 33 لاعباً أعمارهم ما بين 40 الى 34 سنة يلعبون بعقود خاصة، وكأن اتحاد الكرة يدفع المعونات لبعض الأندية كي تتعاقد مع «متقاعدين» لن يقدموا ولن يضيفوا سوى التسلية لأنفسهم، وهناك ناد تعاقد مع لاعب أجنبي عمره 36 سنة، وهناك إداري بأحد الفرق قرر فجأة أن يعود لاعباً وهو في سن الـ 39 سنة والمشكلة إدارة ناديه وافقت فورا، وهناك أندية تلعب بالدرجة الأولى وهي لا تملك أصلاً فريقا في دوري الشباب، فمجموع فرق الهواة التي تشارك في هذه المرحلة السنية 9 فرق من أصل 20، وهذا يعني أن أكثر من نصف أندية الدرجة الأولى ليس لديها فريق للمستقبل! المصيبة أن بعض الفرق تقيل المدربين وتغير الأجانب رغم أنها لا تسعى للصعود ولا تحلم حتى بالمنافسة وعندما تفلس تشتكي في الصحف، وإذا لم تحصل على معونة ستهدد بالانسحاب بكل برود.. وبدون أن تدرك حينها أنها ستحرم بهذا القرار كل أبناء المنطقة من اللعب في ناديهم فقط لأنهم يريدون اللعب بـ«عواجيز» ومحترفين متقاعدين! كلمة أخيرة بعض الأندية تريد أن نفكر بدلا عنها ونجد حلا لمشكلتها ونضخ ميزانيتها وندفع فواتيرها.. وهي تنتظر فقط، فحين أن أهم أدوارها الشكاوى والتهديد والتفنن في الطلبات!.. وتسألون لماذا لا تتطور كرتنا!