كيف لا يكون مستوى التحكيم ضعيفاً، والطواقم باتت تدريباتهم مقتصرة على رفع اللياقة البدنية فقط، فالتحضيرات الفنية التي تعتمد على الحالات التحكيمية لم تتعدَّ الثلاث أو الأربع حصص تدريبية هذا الموسم، وكأن دور الحكم في الملعب الجري خلف الكرة فقط! وكيف لا تكون الأخطاء مكررة والقرارات غير موحدة، واللجنة في آخر ثلاث جولات لم تجتمع مع الحكام إلا مرة واحدة، وهذا عكس ما اعتدناه طوال السنين الماضية، فبعد كل جولة كان يُعقد اجتماع تقييمي حيوي حاسم وملزم، ولكن هذا لم يعد يحدث الآن! وكيف لا تكون الصافرات مهزوزة.. والمدير الفني لم يحضر أي تدريب للحكام خارج مقر إقامته في دبي، فالحكام يتدربون في كل المدن، والمدير الفني لم يزر أياً من هذه المراكز، مكتفياً بالجلوس معهم مرة أسبوعياً، هذا إن عُقد الاجتماع أصلاً.. وكأنه دوره عبارة عن «شوية» كلام ومحاضرة واجتماع! وكيف لا يكون الاجتماع الأسبوعي مؤثراً وفعالاً ومترجم المدير الفني أثناء عرض الحالات هو الحكم محمد عبدالله، فهو يترجم التقييم والحالات ويوبخ ويثني ويثقف زملاءه، فكيف يقيم الزميل زميله حتى لو كان مجرد مترجم! وكيف لا يصبح دورينا مشتعلاً خارج الملعب، وقرار إلغاء الحكم الإضافي جاء بدون دراسة أو تقييم، تم اتخاذ القرار فجأة وكأنه انتقام! مشكلتنا أننا لا نفهم أن هبوط أداء الحكام سيُولد مزيداً من الخلافات، وسيفتح باب الشك.. وسيجعل بعض الفئات تشعر بالظلم، وسيزيد من حالة الاحتقان بين الجماهير.. وسيجعلنا لا نعرف المقصر من المبدع، فالحجة سهلة، والمخطئ معروف والمتسبب جهة واحدة والجميع مظلوم! واليوم مع هذا المستوى، خرج معظم الإداريين وهم يرمون التُّهم الواحدة تلو الأخرى، وخرج بعض المسؤولين وهم يصوبون طلقاتهم يمنة ويسرة، وخرج بعض المتابعين عن النص والتبرير، أن هناك لعبة تدار ضد فرقهم، وانتظرت مجموعة من الجماهير خروج طاقم التحكيم من الاستاد، ليغنوا لهم بكل احترام أغنية «الفاشلين»! الحكام هم أساس العدل وميزانه، فإن اهتز أو ترنح أو فقد جزء من توازنه، اختلت كل المسابقات من بعده.. وعليهم أولاً أن يتركوا عنهم «أوهام» الشعور بأن هناك من يتصيد زلاتهم، ويترصد أخطاءهم، وعليهم أن يقروا أنهم دون المستوى ووضعهم مختل ومستواهم هابط، ويجدوا لنا حلاً، فالوضع لا يحتمل أن تشتعل شرارة الخلافات وتتحول إلى فتن وأزمات ولوحات.. والسبب منظومة متعثرة فنياً وإدارياً! كلمة أخيرة التعصب يطرق الأبواب بشدة والسفهاء ينتظرون اللحظة.. الوضع يحتاج العقلاء!