فاجأتني معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي قبل شهر تقريباً، وهي تخبرني عن استضافة أبوظبي للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات في العالم، بأن هناك أكثر من 50 سيدة يترأسن البرلمان في دولهن، أي تقريباً ربع دول العالم تترأس برلماناتها سيدات، وفي العالم العربي دولة الإمارات هي الوحيدة التي تترأس برلمانها امرأة، وهذا إنجاز نفتخر به، أما الإنجاز الآخر، فهو نجاح الإمارات في استضافة هذا الحدث العالمي المهم وإعطاؤه هذا الزخم الكبير، فاليوم وغداً سيشهد هذا المؤتمر عشر جلسات رئيسة تدور حول موضوعات مختلفة، ويُشارك فيها متخصصون وخبراء من مختلف دول العالم، والجميل في هذا المؤتمر، رغم أنه نسائي، بما أنه يجمع برلمانيات العالم، أنه لن يناقش فقط قضايا النساء، وإنما قضايا المجتمع، وهذا ما نجحت فيه القبيسي عندما أصرت على أن يكون هذا التجمع البرلماني النسائي الكبير تجمعاً يهم كل فئات المجتمع، فمن غير المنطقي أن تناقش النساء قضايا النساء، فالمرأة هي جزء أساسي من المجتمع، وهي لا تنفصل عن قضايا المجتمع، وقضايا المجتمع لا تنفصل عنها كذلك. في الجلسة الأولى سيستشرف المشاركون المستقبل، وسيتناولون التوجهات الرئيسة التي تسهم في تغيير عالمنا.. والجلسات الأخرى ستكون عن تعزيز الأمن والسلم، والازدهار الاقتصادي للأجيال المقبلة، والحفاظ على مناخ صحي لكوكب الأرض، والتواصل السياسي، وكذلك سيدور حديث عن الحوكمة والتسامح، والمجتمع المتكامل، والابتكارات، ودور البرلمانات من أجل مستقبل أفضل. تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، وفي دولة الإمارات نشهد اليوم أكبر تجمع برلماني على مستوى العالم في تاريخ الاجتماعات البرلمانية، وهذا يؤكد ثقة العالم بدولة الإمارات كبلد حباه الله الأمن والأمان، وبالتالي ثقة المجتمع الدولي، ففي وسط إقليمي يعج بالحروب والصراعات الأهلية والطائفية وتصفية الحسابات العالمية، حافظت الإمارات على حدودها بعيداً عن كل ذلك، من خلال تقوية الجبهة الداخلية للدولة وعدم السماح للمخربين والعابثين بأن يفرقوا بين أفراد المجتمع أو أن يخلقوا الصراعات، كما أنها حددت أعداءها والمتربصين بها بشكل واضح وأعلنت عنهم وواجهتهم دون تردد. كما يؤكد هذا التجمع قدرة الإمارات على استضافة مثل هذه التجمعات العالمية التي تساهم في دعم الحوار العالمي من أجل خير البشرية، وذلك من خلال استقبال أكثر من مئة شخصية عالمية وخمسمئة برلماني من مختلف دول العالم بالإضافة إلى مئتي شاب من جنسيات مختلفة، كل هؤلاء من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات والأفكار يجتمعون في أبوظبي متحدين لصياغة مستقبل أفضل لهذا العالم، وتخصيص مساحة لمشاركة الشباب في هذه القمة العالمية أمر في غاية الأهمية بما أننا نتكلم عن المستقبل.