الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«فكر 15» يستعرض تجربة دولة الإمارات كنموذج اتحادي ناجح

«فكر 15» يستعرض تجربة دولة الإمارات كنموذج اتحادي ناجح
11 ديسمبر 2016 23:47
هالة الخياط (أبوظبي) قال البروفيسور هنري العويط المدير العام لمؤسّسة الفكر العربيّ: إن مؤتمر «فكر 15» هذا العام يستكمل المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 2014، ألا وهي قضية التكامل العربي، وذلك بسبب تقييمه للأوضاع العربية بصورة عامة، وتحديداً في ظل ما تعيشه دول عربية في الوقت الحالي من الانقسامات الداخلية نتيجة للحروب الأهلية والصراعات الدموية واللجوء، والمهددة بالانقسام إلى مجموعة من التفكك وتغيير جغرافيتها وديموغرافيتها. وأوضح في حوار مع «الاتحاد» بأن المؤتمر، الذي ستنطلق فعالياته اليوم ولمدة ثلاثة أيام، سيسلط الضوء على التكامل العربي من خلال دراسة صيغتين تكامليّتين متميّزتين تجسّدهما تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، وتجربة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، إذ ستتضمّن جلسات المؤتمر عرضاً لتجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة التي تمثّل صيغةً رائدةً من صِيَغ التكامل العربيّ، وتسليط الضوء على مسيرته وأبرز إنجازاته، ومن بينها النتائج الإيجابيّة الملموسة التي تحقّقت للمواطن الخليجيّ على المستوى الفرديّ والمؤسساتيّ والاقتصاديّ والأمنيّ والسياسيّ، كما سيتضمّن عرضاً لتجربة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، كنموذجٍ اتّحاديّ ناجح يمكن أن تستوحي منه الدول العربيّة التي تعاني من الانقسامات والنزاعات الداخليّة. وستتضمن فعاليات المؤتمر أربع جلسات متخصّصة تعقد بالتوازي، ويقدم خلالها ممثّلو المؤسّسات والمجالس والهيئات المتخصّصة أوراقهم البحثيّة ورؤيتهم حول مواضيع التكامل الاقتصاديّ والتنمويّ والأمنيّ والثقافيّ، ومؤسّسات التكامل العربيّ، والتي سيقوم معقبّون من دول مجلس التعاون الذين جرى اختيارهم من معدّي الأوراق البحثيّة بناء على طلب المؤسّسة خلال هذه الجلسات بتقديم مداخلات يعبّرون فيها عن وجهات نظرهم حول المشاركات والأوراق البحثية. وأضاف: ستحتفي المؤسّسة خلال المؤتمر بالذكرى العاشرة لإطلاق جائزة الإبداع العربيّ، وذلك خلال حفل لتكريم الفائزين بالجائزة، فضلاً عن منح المؤسّسة لجائزة أطلقت عليها اسم «مسيرة عطاء». كما ستُصدر المؤسّسة خلال المؤتمر عدداً خاصّاً من نشرة «أفق» تحت عنوان «الثقافة والمثقّفون العرب: التحدّيات والمسؤولية»، ويضمّ هذا العدد نحو 50 مقالة لمفكّرين من مختلف الدول العربيّة. وأوضح بأن «فكر 15» يهدف إلى تهيئة الزمان والمكان للالتقاء والتشاور وتبادل الرأي، وترسيخ الأفكار البنّاءة، وعرض التجارب والخبرات في مختلف القضايا الجوهريّة والمهمّة، حيث يعتبر بمثابة فرصة استراتيجيّة للمشاركين من الأطراف المعنية، للتبادل الهادف والعميق للأفكار والخبرات والتجارب العربيّة، سعياً لإثبات مكانتنا ودورنا كعرب. وقال: إن المؤتمر يجمع نخبة من صنّاع القرار والمفكّرين والباحثين وممثّلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، ومندوبين عن منظّمات وهيئات واتّحادات ومجالس وزاريّة تابعة لجامعة الدول العربيّة، وعن الصناديق التنمويّة الخليجيّة والعربيّة، وعن هيئات القطاع الخاصّ المعنيّة والهيئات الثقافيّة والإعلام والشباب، لمناقشة مسألة التكامل وأهميّتها على صعيد التصدّي للتحدّيات التي يواجهها الوطن العربي. وأضاف: من بين المتحدثين خلال المؤتمر، صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز رئيس مؤسسة الفكر العربي ورئيس مجلس الأمناء، ومعالي الدكتور عبد اللطيف الزيّاني الأمين العامّ للأمانة العامّة لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، وأحمد أبو الغيط الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة، والرئيس أمين الجميّل الرئيس الأسبق للجمهوريّة اللبنانيّة، وعبد الله بشارة الأمين العامّ السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، والدكتور عمرو موسى الأمين العامّ السابق لجامعة الدول العربيّة، ومعالي أحمد بن محمّد الجروان رئيس البرلمان العربيّ، والدكتورة ابتسام محمد الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إلى جانب مجموعة بارزة ومرموقة من المتحدثين على مستوى العالم العربي. وقال: إنه منذ اللحظة الأولى كان هناك ترحيب بانعقاد هذا المؤتمر على أرض الإمارات، ونحن سعداء بوجودنا على هذه الأرض الطيبة في الوقت الذي يتزامن فيه موعد انعقاد المؤتمر مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين، حيث نعتبر تنظيم المؤتمر وإطلاق التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية بمثابة تحية تقدير وتكريم للنموذج الذي قدمته دولة الإمارات، وقامت الدولة مشكورة بتقديم كل ما نحتاجه من تسهيلات على مستوى الإقامة والضيافة تحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة. وبين أن المؤسّسة دعت لبحث قضية التكامل، كونها قضية حيوية من جهة لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد الأمن والاستقرار والوحدة والبقاء، ومن جهة ثانية، لتحقيق المزيد من الفعالية والقوة والتنمية والازدهار والاستقرار لكل الدول العربية، إذ يتجه العالم إلى المزيد من التكتلات على المستوى الإقليمي منها تجربة الاتحاد الأوروبي ومنها تجربة دول «البريكس»، ومنها تجربة الدول الأفريقية ودول في أمريكا اللاتينية، في حين أن ما يجمع بين الشعوب العربية هو أكبر بكثير وأقوى بكثير مما يجمع بين دول الاتحاد الأوربي، كاللغة المشتركة والتاريخ المشترك، وذلك بعكس أوروبا حيث لا وجود للغة موحدة، وتاريخها كله صراعات، خاصة بين ألمانيا وفرنسا على مدى سنوات. وأوضح البروفيسور العويط أن المؤسّسة تنظم العديد من المشاريع ذات الصلة بمشروع «عربي 21» الذي أطلقته، والذي يتمحور حول تعزيز اللغة العربية وتطوير أساليب تدريسها وبصورة خاصة تعزيز واستقطاب اهتمام الناشئة. وتقوم المؤسّسة بمشاريع سنوية منها على سبيل المثال، تصنيف كتب المطالعة، والتي تقوم فيه المؤسّسة بجميع عدد كبير من الكتب التي تصدر عن مختلف دور النشر في الدول العربية، وتقوم بتصنيفها وفق معايير محددة ويعاد توزيعها حسب الفئات العمرية، وبالتالي حسب الصفوف الدراسية. ولا تقتصر أهمية هذا العمل على أنه يقدم دليلاً للمسؤولين عن المكتبات أو لأساتذة اللغة العربية أو لأولياء الطلاب، ولكنه أيضاً شكل أداة مفيدة جداً لدور النشر ومؤلفي الكتب ولمن يهتم بإخراج هذه الكتب. جائزة قال البروفيسور العويط تنظم المؤسّسة جائزة «كتابي» وهي تمنح سنوياً لكل ما يساهم في عملية تأليف الكتب للمؤلفين والرسامين ولدور النشر، ويشارك في تقييم هذه الكتب لاختيار أفضلها لجان مختصة بتقييم هذه الكتب على مختلف المستويات، من حيث التّأليف واللغة والإخراج والطباعة والرسومات، إضافة إلى مشاركة الطلاب أيضاً في عملية التقييم. وأطلقت المؤسّسة أيضاً مبادرة بالغة الأهمية، وهي جديدة ورائدة على مستوى العالم العربي، حيث تعاقدت مع شركة عالمية كبرى تدعى شركة «ديل روسيا» لوضع أدوات لتقييم مهارات الطلاب في اللغة بالمراحل العمرية المبكرة، حيث يضع المشروع أدوات لتقييم ومتابعة التطور والتقدم الحاصل عند الطلاب كنوع من السجل المدرسي الذي يسمح لهم متابعة تطور التلامذة في اكتساب مهارات اللغة العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©