«وَفَمُ الزمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ»، هذا هو الشطر الثاني من بيت الشعر الشهير لأحمد شوقي الذي شطره الأول هو عنوان المقال، والقصيدة من أروع القصائد في المدح والثناء على خير خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. لقد ذكّرتنا تغريدة سمو الشيخ هزاع بن زايد بالأمس وهو يهنئ المسلمين بذكرى المولد النبوي بأهمية هذه المناسبة الإسلامية العظيمة، فجميل أن يتبادل المسلمون التهاني بهذه المناسبة، وجميل أن يخصوا ليلة المولد النبوي بالذكر والدعاء، وفعل الخير، ومساعدة الآخرين، وفي نشر الكلمة الطيبة، والتسبيح، والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. وبعيداً عن البدع والمحرمات فإن إحياء عادة الاحتفال بهذه المناسبة مهم في هذا الظرف الخطير الذي تمر به الأمة الإسلامية من انتشار التطرّف والإرهاب وأعمال التخريب ومعاداة الآخرين، فمناسبة المولد النبوي فرصة أن نذكر أنفسنا وأبناءنا بخُلق النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة منذ مولده حتى وفاته، وفي الوقت نفسه من المهم أن نستثمر هذه المناسبة لنُعرّف العالم بصفات وأخلاق وأعمال آخر الأنبياء والمرسلين، فنسلّط الضوء على سيرته التي شوّهها الإرهابيون والمتشدّدون، فجعلوا العالم يعتقد بسيدنا محمد أسوأ الظنون والاعتقادات، وكانوا هم السبب في تصويره بصور لا تليق، لذا فإن أفضل مناسبة سنوية للتذكير بعظمة محمد هو يوم مولده. وأذكر جيداً عندما كنّا صغاراً جلسات «المالد» التي كان يعقدها الرجال وينشدون فيها الأناشيد ويرددون قصائد المدح في رسول الله، فكانت مناسبة اجتماعية حضارية فيها كل إحساس بقدر وبمكانة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، وربما في ذلك الوقت لم نكن نفهم ما يقال وما يتم ترديده، ولكننا كنّا نشعر بهيبة الاجتماع وجميل الكلام. وبعيداً عن التشدد والتعصب نحن بحاجة إلى أن نعيد هذه العادة الاجتماعية والدينية الحميدة التي ليس فيها إلا مظاهر الحب والتقدير للرسول العظيم والتي فيها تذكير للجميع بأن حب الرسول واجب فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه مسلم. لو أحببنا الرسول لـَما تطرّف أحد من أبناء المسلمين، ولو أحببناه، لـَما صوّره غير المسلمين بغير الصورة الجميلة التي هو عليها.