الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مولانا».. صدمات فكرية في مواجهة التطرف

«مولانا».. صدمات فكرية في مواجهة التطرف
10 ديسمبر 2016 22:59
تامر عبد الحميد (دبي) شهد مهرجان دبي السينمائي أمس عرض الفيلم المصري «مولانا» في مينا السلام أرينا، الذي أثار الكثير من الاستفسارات والنقاشات بين الحضور، ظهرت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم الذي يلعب بطولته عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وأحمد مجدي، وتأليف وإخراج مجدي أحمد علي، ومأخوذ عن رواية الصحفي إبراهيم عيسى.. وأدار المؤتمر الصحفي مسعود أمر الله المدير الفني للمهرجان وحضره أبطال العمل ومخرجه ومؤلفه. «مولانا»..رواية للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى نشرت عام 2012، ولقت نجاحاً كبيراً حيث تم إصدار أربع طبعات في عام واحد لتصل الرواية إلى الطبعة الثانية عشرة في 2016.. وتم ترشيح الرواية ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2013، كما يقوم الصحفي البريطاني جوناثان رايت حالياً بترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية ليتم إصدار النسخة المترجمة هذا العام. ويروي قصة الفيلم رحلة صعود تبدو معتادة لداعية صغير في مسجد حكومي من إمامة الصلوات، إلى داعية تلفزيوني شهير يمنح نفسه حق الفتوى التي يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن المألوف، والحديث السائد في مجتمع تكثر فيه دعاوى التشدد. أشهر رجال الدين «مولانا» مزيج من الموضوعات الدينية والسياسية والاجتماعية تظهر درامياًِ من خلال قصة «الداعية حاتم الشناوي»، هذا بحسب ما أكده المخرج مجدي أحمد علي خلال المؤتمر الصحفي، وقال: «حاتم» داعية مصري ونموذج للدعاة الدين لقبوا بـ «شيوخ الفضائيات» في الأعوام الماضية، حيث يرصد الفيلم مراحل تطور حياة الشيخ حاتم من أن كان إماماً بسيطاً إلى أن أصبح أهم وأشهر رجال الدين، وما صاحب تلك الشهرة من تغير في حياته وعمله. جوهر الفيلم المخرج لفت إلى أن جوهر الفيلم تسليط الضوء على تجديد الخطاب الديني، الذي نراه الرسالة المهمة لكل مثقف يأمل في إمكانية انتشال الناس في بلاده من لجج التخلف وفوضى احتكار الحقائق والإصرار على تقييد الشعب، موضحاًِِ أن الفيلم يطرح أفكاراً ضد مواجهة الإرهاب الديني بلا خوف أو حساسية ويضعها تحت شمس الحقيقة الناصعة، فأبطال الفيلم ليسوا خوارق للطبيعة إنما هم لحم ودماء.. مزيج من القوة وضعف.. وضوح وتشوه، لكنهم يحاولون فتح كوة في جدار مظلم من الصمت والخوف والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. قضايا شائكة رواية «مولانا» كما أوضح مجدي أحمد علي تناقش قضايا شائكة ومنها علاقة رجال الدين بالسلطة والطوائف الإسلامية المختلفة، بالإضافة إلى التطرق إلى الجانب الخاص والإنساني لشخصية الداعية، الأمر الذي واجهه صعوبة في تقديمه على الشاشة، وتحويل الرواية إلى سيناريو وعمل بصري، خصوصاً أنه حاول أن يعرض القضية من دون حساسية، كاشفاً أن «الشيخ حاتم» هو مزيج من أربع شخصيات، يعتبر إبراهيم عيسى أحدهم. الشيخ حاتم بطل الفيلم عمرو سعد أكد أنه تشرف بالعمل مع مجدي أحمد علي ووصفه بالمخرج العبقري، والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، موضحاً أن دوره هذا الفيلم كان مختلفاً تماماً عن الأدوار التي قدمها في السابق، وقال: لعبت شخصية «حاتم» الذي يجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه يعالج في مصحة خارج الوطن، وامرأة فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومة، ومع توالي الأحداث تسعى مؤسسات أمنية للسيطرة على الشيخ وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها، كما تورطه جهة سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها، ووسط كل هذا إلا أن حاتم لا يستطع ألا أن يقول الحقيقية ويبذل كل طاقته لك لا ينطق بغيرها. الفنان ريهام حجاج أوضح أنه سادت في الفترة الأخيرة ما يسمى بالأفلام التجارية والكوميدية، فرغم أنها لها جمهورها وبعضها يحمل رسائل، إلا أن الأفلام الجادة أصبحت قليلة، ويأتي «مولانا» لكي يوازن الكفة. رسالة مجتمعية أوضحت الممثلة درة أنها إحدى الفنانات التي تحب المشاركة في أعمال الرويات المحولة إلى إبداعات سينمائية ودرامية. وقالت: أعجبت بدور «أميمة» وبكل تفاصيل الفيلم بشكل عام، فكان من الرائع أن أشارك في هذا العمل المهم الذي يقدم رسالة مجتمعية وسياسية ودينية مهمة، لافتة إلى أنها تشرفت بالعمل مع المخرج مجدي أحمد علي، ووقف أمام الفنان عمرو سعد الذي وصفته بالممثل المحترف، لاسيما أنه أتقن تجسد «حاتم» بكل براعة سواء من ناحية الشكل أو الأداء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©