للأسماء وقعها وأثرها.. أحياناً تضيف قيمة كبرى لأي فريق.. تلك القيمة ليس مردها حروف الاسم، ولكن ما يصنعه بعشاق ومحبي الفريق.. الأسماء لديها القدرة على رفع المعنويات وشحذ الهمم وإبدال المياه الراكدة بأخرى تجري في المشاعر تفاؤلاً بالمستقبل. من الأسماء التي تفعل ذلك.. سامي الجابر.. لا تحتاج معه إلى سرد سيرته الذاتية فقد سجلها في القلوب لاعباً ومدرباً وخطها على البساط الأخضر في ملاعب كثيرة.. وجاء تعاقد الوحدة معه مدرباً للفريق حتى نهاية الموسم لينقل كل أجواء تلك الأسطورة العربية إلى ملاعبنا، ولا شك أن الجابر يمثل قيمة فنية وتدريبية كبرى لدورينا بشكل عام والعنابي على وجه الخصوص.. كما سيجعل للوحدة جماهير عربية تربت على عشق الجابر، الذي لا يزال نجماً لا سيما في المنطقة، ويكفي أنه بعد تعاقد الوحدة مع الجابر ارتفع عدد متابعي حساب النادي على تويتر إلى أكثر من 30 ألفاً في ساعات قليلة ومعظمهم من جماهير الهلال السعودي الذي كان يدربه سامي الموسم الماضي. قد يبدو الوضع أحياناً في حالة استثمار لشعبية الجابر فمثلما كانت الكرة تغري فإن الاسم يغري لكن الوحدة يعنينا أولاً، وعليه أولا أن يدرك أن رحيل البرتغالي بيسيرو بقي لغزاً فالرجل لم يكن سيئاً لإقالة بلا مبررات واضحة وقوية ونتائجه مع الفريق جيدة بدرجة كبيرة ففي 35 مباراة فاز الفريق في 19، وخسر في أربع وتعادل في البقية.. وفارق النقاط الأربع الذي يغري العنابي بالمنافسة على لقب دوري الخليج صنعه مع بيسيرو.. واليوم تستحق جماهير الوحدة أن تعلم لماذا رحل.. وهو تساؤل لا علاقة له بالتعاقد مع الجابر فالاخير قامة كبيرة ووجوده هنا يمنحنا كإعلاميين زخماً يثري الدوري الإعلامي.. وعلى الجابر نفسه أن يعلم أنه جاء لفريق كبير، وليس بعد فارق النقاط الأربع سوى التقدم للأمام وتحقيق الحلم العنابي الذي طال انتظاره. الجابر نفسه يدرك ذلك وأكد من البداية أن الوحدة ليس بحاجة إلى بناء، وأن طموحه مع الفريق يتمثل في الذهاب لأبعد مدى وأن لدى العنابي نجوما وأسماء كبيرة.. بقي ما على كل وحداوي بضرورة الالتفاف حول المدرب الجديد، لأن القيمة الكبرى لأصحاب السعادة تتمثل في جماهيره، وهي قادرة على أن تحرك الصخر، وأن تدفع الفريق والجابر لأعلى مكان. كلمة أخيرة: التغيير قد يكون سبباً كافياً للنجاح.. المهم النظر إلى المتاح لإدراك ما هو أكثر من النجاح. Mohamed.Albade@alIttihad.ae