في الوقت الذي كان فيه الهلال يخسر مباراته النهائية على كأس ولي العهد السعودي أمام الأهلي، وبينما كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد يعلن استقالته من رئاسة النادي عبر تويتر، كان سامي الجابر أيقونة الهلال التاريخية يحط رحاله في أبوظبي مدرباً للوحدة، لم يتغير فيه شيء، ومثلما كان نجماً في الملاعب، لا يزال نجماً رغم الاعتزال، والدليل أنه لما وصل إلى مطار أبوظبي لم يأت لوحده ولكن جاءت معه كل جماهير الهلال. هي خطوة جريئة للغاية قام بها الوحدة، والتعاقد مع مدرب جديد في هذا التوقيت الصعب قد يكون سلاحاً ذا حدين، خصوصاً أن الفريق يمتلك طموحات كبيرة هذا الموسم، وأهدافا جمة، فهو منافس على بطولة الدوري وعلى مقربة من الصدارة، كما أن كأس رئيس الدولة تعتبر هدفاً استراتيجياً آخر، وفي الغد سيكون الفريق مطالباً بتخطي السد القطري حتى يحجز مكاناً في دور المجموعات للبطولة الآسيوية. كما أنها مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لسامي الجابر أو سامي المغامر، فهو أسطورة عربية كلاعب، وهو صاحب الشعبية الجارفة، واللاعب العربي الوحيد الذي سجل في 3 كؤوس عالم مختلفة، ولكن سيرته الذاتية كمدرب لا تزال في طور الإنشاء والتكوين، لم يدرب سوى الهلال السعودي الموسم الماضي ورغم نجاحه في التأهل إلى الدور ربع النهائي في دوري أبطال آسيا، إلا أنه تمت إقالته بعد نهاية الموسم. اليوم يقف سامي أمام منعطف طرق في حياته التدريبية، فالنجاح فيها سيمنحه دفعة إضافية، وسيكون بمثابة جسر عبور ونقطة انطلاق نحو آفاق أكثر رحابة، أما الفشل لا قدر الله فقد يكون عائقاً وحجر عثرة أمام طموحاته الكبيرة للوصول إلى نجومية في التدريب مماثلة ومساوية لنجاحاته السابق كلاعب. نتمنى النجاح لسامي فهو منا وفينا، ونجاحه هو نجاح لكل المدربين الخليجيين الذين يشقون طريقهم بصعوبة في وسط لا يكن لهم الكثير من الود والثقة، وينحاز بشدة للأجنبي على طول الخط، ونتمنى النجاح للوحدة ممثلنا في الغد، عندما يخوض مباراة الملحق أمام السد، ومخطئ من يعتقد أن سامي بمفرده قادر على قيادة الوحدة إلى أهدافه وطموحاته الكبيرة، فالمنظومة جماعية ولن تتحقق الأهداف إلا بحصول سامي على الدعم المطلوب من لاعبي الفريق وإدارته وجماهيره.