الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

طبيب يتطوع بعمليات زرع أعضاء للفقراء

طبيب يتطوع بعمليات زرع أعضاء للفقراء
8 ديسمبر 2016 21:38
تطوع طبيب بإجراء عمليات جراحية مجانية لزرع أعضاء لصالح الفقراء ما أعاد الأمل للأراف منهم في باكستان.
ويجتاز مرضى فقراء مسافات طويلة للوصول إلى مبنى المستشفى أملا في تلقي العلاج.
ويعمل مؤسس هذا المركز أديب الرضوي ذو الشعر الأبيض وصاحب الخطوات الرشيقة، بلا كلل من الصباح حتى المساء. هو لا يملك أي مكتب ويتنقل بين أروقة المستشفى ليعود مرضاه من دون تفرقة بين طفل أو شخصية مرموقة أو مجرم.
هذا الجراح، البالغ 79 عاما، يواصل إجراء عمليات الزرع. وتبدو حماسته ظاهرة عند سرده تفاصيل مسيرته الشاقة لإنجاز هذا المستشفى الذي انطلق مع خدمة بسيطة من ثمانية أسرّة ليتوسع بعدها حتى يصبح واحدا من أبرز مراكز عمليات الزرع في بلدان جنوب آسيا، حيث يتم خصوصا زرع الكلى.
يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى عوامل عدة: إذ إن معهد السند لطب المسالك البولية وعمليات الزرع ("سيوت") ممول جزئيا بهبات فردية، وقد وفر العلاج لملايين الأشخاص على مدى أربعة عقود.
في 2015، أجريت أكثر من 300 عملية زرع و260 جلسة غسل للكلى، كلها مجانية بالكامل، بما يشمل علاجات المتابعة.
ويأسف الرضوي لأن "الناس في بلد نام لا يملكون الموارد المطلوبة للعلاج"، موصفا حالات الفقر المدقع التي يواجهها الموظفون في عشرة مراكز صحية تديرها مؤسسته في سائر أنحاء البلاد وتضم 1200 سرير في المجموع.
تشارك الحكومة في هذه الجهود إذ توفر حوالى 30 % من ميزانية "سيوت" غير أن ذلك لا يكفي لتحقيق مبتغى الطبيب الذي يرى أن لكل إنسان "الحق في الحصول على خدمات صحية والعيش بكرامة".
ولبلوغ أهدافه، توجه الرضوي إلى "جميع المواطنين لكي يصبح كل واحد منهم شريكا" في هذه المسيرة كما الحال في البلدان التي يتمتع سكانها بنظام للضمان الصحي.
ويبدي الباكستانيون ثقة كبيرة بهذا المركز الطبي، ما يتجلى خصوصا باختيار عبد الستار ايدهي، وهو ناشط اجتماعي شهير وفاعل خير توفي هذا العام عن 92 عاما، هذه المؤسسة للانطلاق في مسيرة علاجية بغسل الكلى قبل ثماني سنوات.
لكن عند تأسيس "سيوت" سنة 1974، لم يكن من السهل إقناع الباكستانيين بتقديم تبرعات لمثل هذه القضية خصوصا لاعتبار كثيرين في هذا البلد أن وهب الأعضاء مخالف للشريعة الإسلامية.
ولتخطي هذه العقبة، اضطر أديب الرضوي للتوجه إلى مرجعيات دينية فاعلة في باكستان.
ويقول "لحسن الحظ، اتفقوا جميعا على القول إن وهب الأعضاء يتوافق بالكامل مع الشريعة الإسلامية" شرط اقتران ذلك بموافقة أقرباء الواهب.
مع ذلك، يشير الرضوي إلى أن نقص التوعية في باكستان حيال وهب الأعضاء "يعيق تطورنا".
وتتمتع مراكز "سيوت" الاستشفائية بقدر لافت من النظافة والفعالية ما يثير إعجاب الزوار الجدد خصوصا.
في غرفة مطلية بالأزرق في هيئة طب الأطفال، تعمد شابة إلى إلهاء المرضى الصغار لكي يحافظوا على "الهدوء والارتياح" خلال غسل الكلى. وفي هذا الإطار، تنظم صنوبر امبرين لهم أنشطة موسيقية وفنية متنوعة.
وتقول امبرين إن الأطفال المرضى يدفعون ثمنا باهظا بسبب هذه العلاجات التي تستمر ساعات عدة بواقع مرتين أسبوعيا على الأقل، إذ إنها تعيق مسيرتهم المدرسية وينتهي المطاف بالكثير منهم خارج مقاعد الدراسة.
وتخضع حينا حميد ابنة الأعوام السبعة عشر لجلسات غسل كلى منذ أن كانت في سن الرابعة، وهي تركت المدرسة منذ بداية المرحلة المتوسطة.
وتقول هذه الشابة "ارغب في التمكن من استئناف دراستي"، متعهدة بالقيام بذلك في حال خضعت لعملية زرع.
وعلى بعد بضع غرف، يقبع إعجاز مشتاق مقيدا على سرير على مرأى من شرطي مسلح يتولى مراقبته فيما تتم تنقية دمه عبر جهاز غسل الكلى. هذا الرجل موقوف احتياطيا في انتظار محاكمته إذ يواجه تهمة الاعتداء على شرطيين. وهو يرتاد مركز "سيوت" مرتين أسبوعيا.
ويقول مشتاق "إنها مؤسسة جيدة خصوصا بالنسبة للفقراء".
ويؤكد الرضوي أن المعتقل يتلقى العلاج عينه الذي تحصل عليه الشخصيات المهمة أو أي مريض آخر، "مع الغذاء عينه والسرير عينه"، وهو ما يثير استياء البعض وفق هذا الطبيب الجراح.
ويشير الرضوي إلى أنه يتلقى في بعض الأحيان تهديدات غير أن الأمور تحل رضائيا. ويوضح الطبيب "نجلس معهم، نتبادل الحديث، نتوجه لهم بالقول +أترون هذا الرجل، نحن نعالجه، هو مثلكم ومثلي. هل علي تركه يموت؟+".
لكن هل يفكر في التقاعد؟ كلا، يجيب الرضوي. ويقول "زملائي يعملون بالطريقة عينها. لكن أكثرية هؤلاء يعانون ارتفاعا في ضغط الدم، على عكسي أنا".
 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©