«وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين» لا تغيب عن العين، ما اقترفته أيدي اللعين، ولا تمر لحظة إلا واليقظة تمشط أهداب القلب، وتشير بالبنان والبيان إلى ذاك الذي كواه الشر بالنيران، وقلوب الأوفياء تقول يا نار كوني برداً وسلاماً على من حارب الحقد، وأوفى بالسد، وصار الند العنيد، لكل من سوّلت له نفسه، وبنى فكره على الحرق، وسرقة القيم النبيلة لإلباسها ثوب الأسى والبؤس. من وقف على المشهد المريع، لابد وأن يهتز به بدن، لما جاش في خاطره من شجن، لأن الجريمة لا يمكن أن تكون من فعل بشر، ولا يمكن أن تنتمي إلى دين أو عقيدة، بل إن الذين أزهقوا روح الكساسبة، إنما هم طغاة القرن الواحد والعشرين، هؤلاء هم الذين باعوا القيم الإنسانية الرفيعة في أسواق الأجندات الرخيصة، باعوا أنفسهم لحساب أيدٍ خفية، هدفها إبقاء المنطقة على صفيح لا يهدأ أواره، ولا تنكشف أسراره، إلا للذين آمنوا أن القضية ليست مرتبطة بدين أو طائفة وإنما هي نتاج نفوس عدوانية بغيضة، بدأت بالفوضى الخلاقة، ولن تنتهي إلا إذا تكاتف الأوفياء، وتعاضد النبلاء من أجل دحر هذا الطاعون البشري، القضاء عليه برمته، لن ينته هذا العدوان إلا إذا وعى العرب جميعاً ومن دون استثناء أو إقصاء أن الهدف من هذه الأفعال الدنيئة هو تثبيت مبادئ الشيطان على حساب قيم الإنسان، وتهشيم الأضلاع، وتحطيم البقاع، لتصبح الطريقة سالكة، لمن يريد أن يحقق أهدافه وأطماعه، لتبقى المنطقة دائماً تحت سطوة البقاء للأقوى. الإمارات، تقف بنسورها، ورجال فضاءاتها، في أهبة الاستعداد، تقف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء، تقف متحدية الظلم، متصدية للحقد بسواعد الأبناء الأبرار، لتحمي عرين الإنسانية، وتصد وتسد وتجدّ في المواجهة من أجل إنسانية صحيحة معافاة من درن الأوغاد والحساد، وقتلة العباد. ومن قتل الكساسبة، لابد أن يلقى العقاب، وأغلظ الحساب.