أكثر التصريحات التي تعجبني تلك التي تأخذني في اتجاه العقل.. الفائز حين يتحدث عن مشكلة في فريقه ويرى أن من خسر كان أفضل، أو الخاسر حين يسلك ذات المسلك فيقر بما جنت يداه قبل يد المنافس.. مثل تلك التصريحات البعيدة عن «الشماعات».. تمنح صاحبها نقاطاً لا يجنيها في الملعب لكنها تدخر له وتؤكد أنه يقرأ الواقع جيداً وطالما هو كذلك فلا خوف على فريقه. من تلك التصريحات ما قاله الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد رئيس مجلس إدارة شركة العين لكرة القدم، والذي لم يكن فوز فريقه على الوصل ومن قبله الشباب ولا استمراره في الصدارة مع الجزيرة مبرراً لفرحة لا تعي الحسابات ولا تقر بواقع الأمور.. فمن قلب الانتصار قال إن في العين مشكلة وإن الوصل كان أفضل وإن ما يقدمه الفريق في الدوري لا يصلح لآسيا التي يخوض البنفسج غمار تحديها الأكبر قريباً. الشيخ عبدالله بن محمد طالب الكرواتي زلاتكو بإيجاد حلول لمعضلات الفريق، مؤكداً أن هناك علامات استفهام تبحث عن إجابات وهو بذلك يعني بين سطور تصريحاته أن الأثر الحادث على العين لا يمكن أن يكون فقط بسبب غياب عموري وجيان ومعهما كيمبو في بعض الأوقات.. كما يعني أن الفوز ليس المبرر الوحيد للرضا لا سيما في العين المطالب بظهور مختلف في الساحة الآسيوية.. توازي ما حقق في النسخة الماضية من دوري الأبطال. عن نفسي وكمتابع للفريق العيناوي وبقية الفرق أرى أن زلاتكو كان مكسباً تدريبياً للعين ولدورينا، والمتتبع للنتائج التي حققها مع الفريق طوال الفترة التي تولى فيها الدفة الفنية تؤكد قدراته وما يملكه من أدوات.. وهذا قد يعني ببساطة أن مشاكل العين الصغيرة هذه الأيام بالإمكان تجاوزها لأن زلاتكو يجيد ذلك ولكن تبقى ظاهرة أهم هي فارقة مع العين وتتمثل في غياب جماهيره غير المفهوم أو المبرر عن مؤازرة الزعيم بالصورة التي اعتدناها من «الأمة». الحديث عن جماهير العين ووقفتها التي لا توازي حجمها يدور جهراً وسراً وفي مواقع التواصل الاجتماعي وعن نفسي لا أرى مبرراً للغياب في أي وقت خاصة وأن الفريق يطرق أبواب آسيا ويحتاج إلى قوة الدفع التي كانت دائماً سر نجاح العين واللاعب رقم 1. سيظل العين سراً من أسرار فرحة الكرة الإماراتية.. هو الزعيم في كل أحواله ولا مبرر للغياب مهما كانت الأسباب ومن يطلب النصر عليه أن يشارك فيه. كلمة أخيرة لن تجني ما لم تزرع ومن غاب في البدايات لا يسأل عن النهايات