قبل نحو 43 عاماً اتجهت لأول مرة من أبوظبي إلى دبي سالكاً الطريق الوحيد في ذلك الوقت الذي ساهمت في بنائه دولة الكويت الشقيقة، ونفذته شركة خليجية لعدم وجود شركات محلية قادرة على تنفيذ مثل هذه المشروعات. كان الطريق من مسار واحد في الاتجاهين وسط الرمال تزحف عليه عند هبوب الرياح، ولا توجد على جوانبه أية خدمات سوى كرافانات متناثرة لمقاهٍ ومحال تصليح الإطارات. ويفتقر للكثير من معايير السلامة، وكان يشهد حوادث عديدة رغم الحركة الخفيفة عليه آنذاك. وعند نقطة سيح شعيب، كانت بقايا النقطة الحدودية التي تفصل قبل قيام الدولة بين الإمارتين. عادت بي الذاكرة لتلك الرحلة بينما كنت أتابع تدشين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الطريق الجديد إلى دبي الذي يوفر مدخلاً جديداً لمدينة أبوظبي ومطارها وجزيرتي ياس والسعديات، كدرة في شبكة الطرق الراقية على أرض إمارات الخير والعطاء، وبوصفه من أضخم المشاريع فيها، وأنجز بعقول إماراتية، مجسداً الأولوية التي يحظى بها قطاع الطرق والمواصلات من مكانة في رؤية القيادة منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعزز في العهد الميمون لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار أن شبكات الطرق المقامة وفق أعلى المعايير الدولية، تعد من أهم البنى التحتية، وتعزز تواصل أبناء الوطن والحركة الاقتصادية والتجارية في البلاد. مستوى طرقنا اليوم لا يقارن بالطريق الذي حدثتكم عنه، فأبوظبي ترتبط ببقية مدن وإمارات الدولة بشبكة عصرية من الطرق، وبدلاً من ذلك الطريق الوحيد، هناك طريق مكتوم بن راشد الذي يتصل بطريق الشيخ زايد، وكذلك يتصل بالطريق الجديد الذي أطلق عليه اسم «الشيخ محمد بن راشد» ويتصل بدوره بطريق «الشيخ محمد بن زايد» ومنه لشارع الإمارات، ناهيك عن طريق العين دبي، طرق تتفوق في مواصفاتها على ما نراه في أوروبا والولايات المتحدة. إن إطلاق اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حمل كل معاني التقدير والعرفان المتبادل بين القيادة، والدور التاريخي الملهم لسموه، فهنيئاً لنا بهذا المنجز الجديد في مسيرة الخير والعطاء. ali.alamodi@alittihad.ae