حفظ الله هذا الوطن وحفظ قادته وأبناءه وحفظ سماءه وترابه من كل شر ومكروه، هذا ما يردده كل من يمشي على أرض الإمارات ويتنفس هواءها، لقد كان يوم أمس يوماً وطنياً بكل معاني الكلمة، وكل من عاش تفاصيل يوم الشهيد، رأى بوضوح معاني الوفاء في هذا الوطن، فمنذ الصباح وحتى دقيقة الصمت، ورفع العلم وترديد السلام الوطني، وانتهاء بتدشين النصب التذكاري للشهداء في واحة الكرامة في أبوظبي، كانت كل معاني الوطنية والوفاء والتلاحم، تتجلى في أجمل صورها، وهو أمر ليس غريباً على شعب زايد وأبناء خليفة. يوم الثلاثاء الماضي، زارنا في شركة أبوظبي للإعلام فخامة الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يزور الإمارات حالياً، وقد أجرى معه الزملاء في تلفزيون أبوظبي حواراً جميلاً، ضمن برنامج الحزم والأمل، بعد اللقاء التلفزيوني، كان لنا معه لقاء ودي في مكتب سعادة محمد المحمود العضو المنتدب رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، وحضره الدكتور علي بن تميم عضو مجلس الإدارة، وعدد من المديرين التنفيذيين في الشركة، كان حديثنا ودياً بعيداً عن كل التكلف وعن الرسميات، وتكلم فيه الرئيس البشير عن مدينة أبوظبي، وذكر مناقب ومآثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكيف أنه أسس دولة الإمارات، وكيف أسس هذا الوطن، وكيف كان الشيخ زايد رجلاً صبوراً وحكيماً، وكيف نجح، رحمه الله، في أن ينقل الإنسان الإماراتي من انتمائه للقبيلة والمنطقة التي يعيش فيها، ومن ارتباطه بإمارته، إلى أن يكون مواطناً إماراتياً وفرداً في دولة الاتحاد وجزءاً من المجتمع، لقد كانت إشارة ذكية من الرئيس البشير التفاته لهذه النقطة المهمة، كما كان الحديث صادقاً وجميلاً عن رجل يحبه الجميع ويحترمه العالم.. تذكرت كلمات الرئيس السوداني، وأنا أحضر بالأمس تدشين نصب الشهداء، ورأيت تلك المشاعر الجارفة من القيادة والشعب في حب الوطن، ورأيت التفاف المواطن حول قيادته، فرأيت الإنسان الإماراتي الذي تكلم عنه الرئيس السوداني، مواطناً يعتز بوطنه، ويلتف حول قيادته ، ويحمي أرضه بماله وأهله وروحه، فهذا ما فعله الشيخ زايد رحمه الله قبل أربعة عقود، وهذا ما نجح في الاستمرار فيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بامتياز، ليصبح الإنسان الإماراتي رمز نجاح تجربة اتحاد الإمارات، والمكسب الحقيقي لهذا الوطن، فكل إنجازاتنا الاقتصادية والعمرانية والثقافية والفنية نفتخر بها، لكننا نفتخر في هذا الوطن بالإنسان وبالمواطن الصالح قبل كل شيء وبعد أي شيء.