توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتمركز سرب من مقاتلات «إف 16» الإماراتية في الأردن الشقيق، جاءت لتؤكد الالتزام الإماراتي القوي والواضح في الحرب على الإرهاب، وتأكيد الوقوف والتضامن مع أهلنا هناك. وهي مواقف تعبر أيضاً عن نهج مؤصل لنصرة الشقيق والصديق وقضايا الحق والعدل والسلام. وتجسد هذا النهج بمواقف صادقة ونيرة في الكثير من المسارات منذ أن خرجت طلائع قواتنا المسلحة للمشاركة في قوات الردع العربية، واستعادة الحق لأصحابه في الكويت وإغاثة كوسوفا، وإعادة الأمل للصومال، و«رياح الخير» بأفغانستان، ناهيك عن إسهامها الفعال في «درع الجزيرة». كما أن إسهام الإمارات في متابعة تأمين وحماية طياري التحالف الدولي ضد «داعش وقرامطة العصر» يجسد دورها المتقدم في حرب لا تقبل أنصاف الحلول والمواقف الرمادية، وبالذات من جانب بعض الحلفاء الغربيين الذين مكن تذبذبهم وترددهم الإرهابيين من التوسع والتمدد في مناطق هشة من عالمنا العربي في سوريا والعراق واليمن والصومال ومالي ونيجيريا، وغيرها من البؤر الملتهبة. واليوم تجيء التوجيهات السامية لتؤكد مجدداً وقوف الإمارات مع أهلنا في الأردن وكل شرفاء العالم في خندق واحد لمواجهة قرامطة وبرابرة العصر، في أخطر حرب متعددة الجبهات والمنصات على الإرهاب. وكانت الإمارات في صدارة هذه المواجهة إدراكاً منها خطر هذه الآفة التي تهدد الوجود الحضاري للإنسان، ولعل أسوأ ما في هذه الحرب أن القتلة والمجرمين يتسترون خلف الدين الإسلامي، دين الحق الذي يصون حياة الإنسان ويحث على عمارة الأرض، ونشر قيم التعايش والتسامح التي جاء بها الرحمة المهداة المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم. مما استوجب مقاربات فكرية وتنموية سجلت معها الإمارات مبادرات نوعية، في مقدمتها إنشاء مركز «هداية»، واحتضان مجلس حكماء المسلمين لنشر الوعي والمعرفة بقيم الوسطية والاعتدال للتصدي للغلو والتطرف. الحرب على الإرهاب طويلة لا مجال فيها للمساومة أو المهادنة، فالخطر يهدد الجميع، وعلينا أن نكون معاً في خندق واحد.