أكتب هذه المقالة بتجرد، وكأنني لا أنتمي أساساً للوطن العربي، ولا أعيش في دولة الإمارات، ولا علاقة لعواطفي بالموضوع، ولو كنت يابانياً أو صينياً أو سنغافوريا وتمت المفاضلة أمامي بين دولتين فقط لاستضافة نهائيات أمم آسيا 2019، وهما الإمارات وإيران فأيهما سأختار؟. فإذا كانت المفاضلة بناء على المنشآت والبنى التحتية والفنادق وسهولة الوصول ومنح التأشيرات للقادمين، وتوفر الرحلات الجوية والأمن والأمان، والقدرة التكنولوجية، وتوفر وسائل الاتصال للعموم، بدون قيود وتاريخ طويل من استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة في العالم على صعيد كرة القدم، وعلى صعيد غير كرة القدم، مثل سباقات «الفوموولا - 1»، وبطولة العالم للسباحة والخيول وقبلها كأس العالم للأندية، وبطولات عالمية للشباب والكرة الشاطئية، ولعل أحد العوامل المهمة برأيي، هي وجود جاليات من كل الدول الآسيوية المشاركة في البطولة، التي سيتغير عدد المشاركين فيها من 16 إلى 24، يعني لو شاركت الفلبين والهند وحتى نيبال أو فيتنام أو ماليزيا وإندونيسيا سوف تجد جاليات بعشرات الآلاف تحضر هذه المباريات وليس بضعة أشخاص. أما عن السياحة ووسائل الترفيه للمتوقع حضورهم للبطولة، من جماهير ومنتخبات ولاعبين وإعلاميين، فحدث ولا حرج، ولعل هناك نقطة ليست خافية على أحد، وهي أن الإمارات ليست على عداوة مع أحد في آسيا، وهناك مواطنو خمس دول يدخلونها بدون فيزا «دول مجلس التعاون»، وكلهم شاركوا في بطولة 2015 «السعودية والكويت والبحرين وعمان وقطر إضافة للإمارات»، ومعهم العراق والأردن وفلسطين، وكل هذه الدول لديها حضور كبير في المدرجات الإماراتية إن استضافت البطولة. وسط كل هذه المعطيات المؤكدة «وليس مجرد وعود قد تتحقق وقد لا تتحقق»، هل سيختلف اثنان على أن الإمارات، هي الأكثر جدارة باستضافة نهائيات أمم آسيا 2019 حتى لو سبق لها وأن استضافت نهائيات 1996 فالفارق 23 سنة، والقصة حول بطولة نتحدى بها العالم، وليس على بطولة قد تدخل في متاهات الخلافات السياسية، إضافة لتعثر منح الفيز أو التباطؤ فيها كما حدث في أستراليا مثلاً، لأنها تعتبر نفسها أرضا خصبة لطالبي اللجوء مثلاً. لهذا سلفاً أقول مبروك للإمارات شرف استضافة النهائيات وهي تستحق بدون أدنى نقاش وهذا ليس انتقاصا من إيران، ولكنها الحقيقة من دون رتوش ولا مجاملات.