هؤلاء الذين يتجاوزون القانون، ويتحدون الضمير الإنساني، ويقطعون الطرق، لأجل اقتناص الفرص، وسرقة ما لا يحق لهم، رجال بوقار الحشمة، يقفون عند النواصي وقوارع الطرق، ويمارسون دور سيارات الأجرة، ويمضون في الغي وكأن الحياة خلقت بهكذا فوضى وعدم احترام للبلد التي آوتهم وقدّرتهم واحترمتهم ووفّرت لهم كل أسباب العيش الهانئ والآمن. لكن الجشع في نفوس البعض يجعلهم يهرعون إلى الشوارع، يفتشون عن ثغرات وفجوات، ليطيحوا بالنظم والقيم والأسس التي سنّت من أجل احتراف مهنة سائقي سيارات الأجرة، لا أعتقد أبداً أن كائناً يعيش على أرض الإمارات تدفعه الحاجة أو العوز. فهنا على هذه الأرض، ينعم الطير والشجر، والإنسان والحجر، بنعيم البلد المعطاء، ولكن النفوس المريضة لا تقنع، ولا تخشع، ولا تخضع لقانون أو شريعة، إنها مثل البحر، لا يصبح عذباً حتى ولو صبت السماوات جل قطراتها ونثاتها وزخاتها، لأنه فقط بحر.. هؤلاء اللصوص بحار من جشع وهلع، لاهثون وراء اللقمة الحرام، ساعون إلى احتراف اللصوصية، بهيئات أشبه بالأقنعة الواقية من الحروق. هؤلاء لا يلتفتون إلى قوانين البلد ولا إلى الحس الإنساني الذي تتمتع به قوانين بلادنا، إنهم ينقضون على القوانين بضمائر أشبه بالمخالب، ويهاجمون على أمن البلد. بمشاعر أشبه بالأنياب، ويسعون في الأرض كأنهم النباتات الشوكية، عندما نرى أحدهم، بهذا السلوك المزري، نشعر بالألم، لما يسددونه من أذى إلى جسيمات اللوحة الحضارية التي تتمتع بها الإمارات. وإلى الوجه الراقي الذي تقدمه الإمارات للعالم، وإلى المشهد الفريد الذي يعيشه الإنسان على هذه الأرض الطيبة.. البعض يعتقد أنه عندما يقوم بمثل هذه التصرفات المسيئة للبلد، فإنه يحقق ذاتاً تعاني من نقص ومن شراهة، ومن عذابات داخلية.. هذا إحساس مريض، ويا ليت ينتبه هؤلاء ويستيقظون من سبات الغفلة العقلية، وتصحو ضمائرهم، لنقول لهم: إن الإساءة إلى قوانين الإمارات إنما هي اختراق للقيم الحضارية، واحتراق في نيران الرذيلة، هذا التشويه يغيظنا كثيراً، لأنه تعدٍّ على حلم بلد بزغت شمسه على أسس الوعي بأهمية القوانين لأنها تنظم الحياة، وتشيع الأمان، وتعطي كل ذي حق حقه، وهؤلاء الذين يستخدمون سياراتهم الخصوصي للأجرة، فإنهم يؤجرون ضمائرهم، ويبيعون ذممهم، ويسرقون حق الآخرين في العيش. هؤلاء لصوص بأقنعة واقية لكنها لا تستر عورة، ولا تحفظ وداً مع الضمير.. إنها أقنعة من نسيج العنكبوت، وقفازات من بيوت النمل.