أصبح الإعلام التواصلي هو من يقود القاطرة اليوم ويوجه الإعلام التقليدي أو يقوده في كثير من الأحيان وفق ما يعرفه أهل الإعلام بنظرية وضع الأجندة، نعم فالإعلام التقليدي أصبح يتلصص على ما ينشره إعلام المواطن أو الإعلام الاجتماعي ويقلده ،لأنه يعتقد بأن هذا الإعلام قد وضع التركيبة أو الصيغة الناجحة للوصول إلى أكبر قطاع ممكن من الجمهور، وهو يريد أن يصل الى هذا الجمهور تحديداً ليظل متواصلاً ومستفيداً وضمن السرب. في الأيام الماضية كان الشريط الذي قدمه تنظيم داعش الإرهابي على أنه تسجيل لعملية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة -رحمة الله عليه –احد أكثر الموضوعات إثارة للجدل والنقاش على مواقع التواصل، بين من رفعه على صفحته ليوصله الى أكبر عدد ممكن وليدور حوله نقاش من زاوية ما في هذه القضية، وبين من اعترض على عرض الفيديو من منطلق إنساني وأخلاقي يتعلق بضرورة التوقف عن تحويل مأساة الكساسبة وعائلته الى موضوع فرجوي لا أكثر، بينما أيد آخرون عرض الفيديو بهدف التعريف بهمجية التنظيم وإرهابه وإيصال الصورة بكل بشاعتها لمنظمات حقوق الإنسان العالمية لتأتي وترى وتحكم، وكأن هذه المنظمات لا ترى ولا تسمع ولا تتجاهل ! في الحقيقة فإن الذي يقول بأن علينا أن نعرض الفيديو مراراً وتكراراً لأننا بذلك نكشف إرهاب داعش ومدى إجرامها لا يفعل شيئاً بكلامه هذا سوى انه يصدمنا فعلاً ، وكأنه أو من يؤمن بكلامه قد انتبه فجأة عندما عرضت مقاطع حرق الطيار الى أن داعش تنظيم ارهابي وشرس ومجرم، أو كأنهم غافلون أن داعش تحرق المنطقة بأكملها لخدمة مموليها وليس الكساسبة فقط، وإلا فماذا كانت كل تلك الرؤوس التي قطعت خلال الأيام السابقات يا ترى ؟ رؤوسا قد أينعت وآن قطافها كالبرتقال مثلا !! داعش باختصار وكالة دولية للحروب والعمليات القذرة تقوم بها نيابة عن دول وتنظيمات وطوائف وأجهزة مخابرات، وهي ليست إقليمية أبدا وليست عربية وليست إسلامية بدليل مئات الجنسيات التي يحملها المنتمون اليه، نقول ذلك حتى يتوقف أولئك الذين يطرحون هذا السؤال كلما قام التنظيم بجريمة منكرة: هل هذا هو الإسلام الذي يتبعونه؟ هؤلاء لا ينتمون لأي دين بالمطلق، ويشبهون تلك الجماعة الإرهابية التي أسسها الحسن‏? ?بن? ?الصباح? ?وأسكنها? ?قلعة (?آلموت? (?للقيام? ?بعمليات? ?قتل? ?بشعة? ?تحت? ?تأثير? ?المخدرات? ?لأسباب? ?سياسية? ?بحتة? .