عندما أطلق الحكم الماليزي محمد ناظري صافرة نهاية المباراة النهائية لكأس آسيا عام 1996 بين الإمارات والسعودية التي أقيمت باستاد مدينة زايد الرياضية بفوز المنتخب السعودي بركلات الترجيح، عمت الإمارات حالة من الحزن الشديد لضياع فرصة تاريخية لمعانقة اللقب الآسيوي لأول مرة في التاريخ. وفوجئت بعد مغادرتنا أرض الملعب بمكالمة من سعادة صقر غباش، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب رئيس اتحاد الكرة يطالبنا بتجاوز حالة الحزن سريعاً، مؤكداً أنه سيأتي اليوم الذي نفاخر فيه بفوزنا بلقب وصيف كأس آسيا. ومن بين الذكريات التي لا تنسى في تلك البطولة أن المدافع منذر علي، كان يلعب بعدسات لاصقة، وفي إحدى الكرات المشتركة سقطت العدسة اللاصقة، فما كان من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت، إلا أن ترك المقصورة الرئيسية ونزل أرض الملعب وخلع عدسته اللاصقة ومنحها للمدافع منذر ليكمل المباراة بعدسة سمو الشيخ عبدالله في لفتة رائعة تعكس أريحية سمو الشيخ عبدالله، وحرصه على إنجاح مهمة منتخب بلاده مهما كان الثمن. تذكرت ذلك، ونحن نقترب من النسخة الجديدة لأهم بطولة كروية في القارة الصفراء، لاسيما أن النسخ التي أعقبت بطولة (الإمارات 96)، أثبتت الرؤية الصائبة لـ (أبو غباش)، حيث لم يسجل منتخب الإمارات طموحات جماهيره في تلك البطولة، ولم يقترب حتى من المربع الذهبي. ومن حق جماهير «الأبيض» أن تتفاءل بما يمكن أن يحققه نجوم الجيل الحالي، الذي أنجز الكثير في السنوات الأخيرة، لكن يبقى الأهم أن يواصل نجاحاته في مناسبتين مهمتين، والبداية من كأس آسيا باستراليا، التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، قبل التحول إلى تصفيات مونديال روسيا. ×××× المشاركة التاريخية للكرة العربية في نهائيات (أستراليا 2015)، حيث مشاركة تسعة منتخبات لأول مرة، لا يعني أن الطريق سيكون مفروشا بالورود للفوز باللقب، ولابد من بذل جهود مضاعفة من أجل مواجهة منتخبات شرق آسيا، وعلى رأسها اليابان حامل اللقب، وأستراليا وصيف البطل وصاحب الأرض والجمهور. ولو لم ينجح العرب في ذلك فإنهم سيطبقون مقولة (العدد في الليمون)!