شاهدنا بعض اللاعبين وهم يقدمون عرض «المانيكان» في غرف الملابس، وهو عبارة عن جمود في الحركة، من قبل جميع المشاركين، هذا التقليع انتشر في كل مكان، ولكنه موضة موجودة في رياضتنا «من زمان» من دون أن ندري، فهناك إدارات جامدة وواقفة وثابتة وصامدة منذ أربعين عاماً وأكثر، وتكتفي بشوية تصريحات وزيارات لإبعاد الشبهة عنها، فهم «مانيكان ديناصوري»! وهناك مجالس إدارات تعيّن رؤساء تسويق وترويج وزيادة عائدات، وتقوم بدور «المانيكان» بجودة عالية، فلا هناك تسويق ولا ترويج، ولا هناك حركة في هذا القطاع.. «مانيكان» ولكن بـ«وجاهة»! وهناك أعضاء في مجالس إدارات الاتحادات «يذبحون» أنفسهم، من أجل الفوز بمقعد العضوية، وما إن يصلوا إلى الكرسي يتحولون بكل إبداع إلى «مانيكان»، لا تسمع لهم صوتاً، ولا ترى منهم حركة، هذا «مانيكان ديمقراطي»! وهناك إدارات تتعاقد مع لاعبين بالخمسة والستة، وتحول وظيفتهم من محترف كرة قدم إلى «مانيكان» حقيقي، لا يلعبون ولا يتدربون ولا يجلسون على الدكة ولا يحضرون حتى إلى النادي.. «مانيكان محظوظ»! موضة «المانيكان» رائجة في رياضتنا، فما آخر مرة قرأتم خبراً عن اجتماع لمجلس إدارة شركة كرة قدم لأغلب الأندية، إلا في حالة الخسارة أو تحضير لخبر إقالة مدرب؟! هذا «المانيكان» انفعالي وعصبي! الجامدون في مقاعد الإدارة كثر، فبعض الأندية بها ما يقارب سبعة أعضاء، أقصى دور ممكن أن يقدموه هو أكل المكسرات في المنصة، لا يعترضون ولا حتى يفرحون.. فقط يتابعون الحدث ويغادرون بصمت.. هذا «المانيكان» اسمه «الكومبارس»! نسيت نموذجاً آخرا لـ«المانيكان»، وهو المساعد الموطَّن في الأجهزة الفنية لبعض فرق دورينا، فهم لا يساعدون ولا يناقشون، ولا يدربون ولا يشاركون في وضع الخطط، ولا حتى يتحدثون للإعلام من باب «الشو».. فهم نموذج مشرف لـ«المانيكان الأصلي»! حتى مدرجات دورينا البعض منها تحول إلى «مانيكان» على شكل مقعد، وأكاد أجزم بأن هناك كراسي في بعض مقاعد الاستاد لم يجلس أو يمر بجانبها مشجع واحد على الأقل طوال فترات الموسم! «مانيكان غير بشري»! هناك استثناءات في القاعدة، فبعض المسؤولين يخرجون من تقليد «المانيكان» في ثلاث حالات فقط: الأولى إذا أراد انتخاب نفسه مجدداً. الثانية، ركوب موجة معينة لتصدُّر المشهد سواء في الإخفاق أو تحقيق البطولات. الثالثة في السفر والمنافسات الخارجية! «مانيكان ولكن بذكاء»! كلمة أخيرة أكملوا أدواركم فالعرض جميل وممتع، والوضع يطبق حكمة: لا من شاف ولا من درى!