فريق تشونبوك الكوري ليس مخيفاً أو بعبعاً مرعباً كما كان البعض يسعى لترويج هذه المعلومة طوال الأيام الماضية، فهو لم يأتِ من كوكب آخر أو قارة أخرى، هو من آسيا، حيث لا وجود للفوارق الفنية الكبيرة بين الفرق، وهزيمته ليست مستحيلة، هذا ما كشفته مباراة ذهاب دوري أبطال آسيا أمس الأول، وكان العين نداً قوياً لتشونبوك على أرضه ووسط جماهيره. وأيضاً فريق تشونبوك الكوري ليس متواضعاً، أو ضعيفاً كما حاول البعض تصويره، بعد المستوى الذي ظهر به في مباراة الذهاب، ولا يمكن أن نصف فريقاً يخوض المباراة النهائية على لقب دوري أبطال آسيا بالضعيف أو المتواضع، والدليل أنه نجح في مباراة الذهاب أن يقلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين، وبالتالي فإن حظوظه لا زالت قائمة في مباراة الإياب التي ستقام يوم السبت المقبل. هذه دعوة للتفكير بعقلانية شديدة، فلا يجب أن يتسرب في نفوس اللاعبين أي من الفكرتين أعلاه، ويجب التعامل مع المباراة المصيرية القادمة بحذر شديد، وعلى لاعبي العين أن يدركوا أنهم سيواجهون فريقاً محترماً وصل إلى المباراة النهائية بجدارة، والتهويل أو التقليل من شأنه سيكون له آثار خطيرة وعواقب غير محمودة. ولنا في درس العام الماضي عبرة، عندما خاض الأهلي المباراة النهائية أمام فريق جوانزهو الصيني، وقبل المواجهة كانت الرسائل السلبية تصل من الجميع عن مدى قوة الفريق الصيني وثراء ملاكه والأسماء التي يضمها الفريق، ومدربهم سكولاري، ولما بالغنا في احترامه على أرض الملعب، اكتشفنا بعدها حقيقة المقلب، وبقليل من الحظ ولو ابتسمت كرة القدم في وجه البرازيلي ليما لكان الأهلي اليوم هو حامل اللقب. نحن في أمس الحاجة إلى الهدوء، وعدم المبالغة في الطرح، ولننحي العاطفة جانباً فلا ندعها تسيطر على أحكامنا ولنجرب أن نستخدم العقل، لا يمكن أن تكون الحياة عبارة عن لونين فقط أبيض أو أسود، ولا يجب أن نكون متطرفين في آرائنا، وإذا اقتنعنا أن خير الأمور أوسطها يجب أن نطبق المقولة، الفريق الكوري ليس مخيفاً، ولكنه ليس ضعيفاً أو متواضعاً كذلك، والدور الآن يقع على الجهازين الفني والإداري في نادي العين، والتهيئة النفسية ضرورية قبل المباراة، وأول خطوة في مشوار الفوز على الخصم تكمن في احترامه بلا إفراط ولا تفريط، وبلا تحجيم أو تضخيم، فإذا كان هو تشونبوك، فإن فريقنا هو الزعيم.