قبل ليلتين من المواجهة الإماراتية العراقية، سمح لنا الكابتن مهدي علي، بإجراء حوار مطول مع أحد رموز الكرة الإماراتية، والعائد لتشكيلة «الأبيض» المخضرم إسماعيل مطر. وليلة المباراة عرضنا الجزء الأول من اللقاء وكان فيه «سمعة» نجماً أيضاً بطريقة حواره وكلامه، وكان واضحاً أن المنتخب يحتاج وجود هذا القائد، حتى لو لم يلعب أساسياً، وهو ليس لديه مانع في الوجود، رغم أنه وحسب تعبيره لم يغب يوماً عن اللاعبين، حتى عندما كان خارج التشكيلة، فهو دائم التواصل مع زملائه قبل كل مباراة يشد من أزرهم ويعطيهم بعضاً من عصارة خبرته وتجربته. وبالتأكيد فالنتائج هي التي تتكلم في عالم كرة القدم، وليس العروض وحدها، فالمنتخب العراقي مثلاً خسر ثلاث مباريات كان في جميعها جيداً، وفي بعضها الأفضل، كما حدث في لقاء شقيقه السعودي، حيث سيطر نحو 76 دقيقة، قبل أن ينهار في ست دقائق بضربتي جزاء، ومع اليابان بقي متعادلاً حتى الوقت القاتل، ومع أستراليا خسر في ظرف سبع دقائق فقط، ومع تايلاند فاز بالأربعة على فريق تقدم على أستراليا 2 - 1، وخسر بضربة جزاء أمام السعودية، ولكن الحصيلة النقطية تقول إن العراق خسر ثلاثة من أربعة لقاءات، ودخل لقاء المنتخب الإماراتي بثلاث نقاط مقابل ست لمنافسه، وكانت هذه المواجهة هي الأصعب لطرفيها مثلها مثل مواجهة قطر والصين. سبب صعوبة لقاء العراق أن الأمل، كان يمكن أن يتضاءل أو يضمحل في حالة الخسارة، وهي نفس حالة الطرف الآخر، خاصة مع فوز اليابان على السعودية، وتعادل أستراليا وتايلاند، وأعتقد أن عودة سمعة وخصيف منحا «الأبيض» ما كان يحتاجه من الخبرة والثقة، بعيداً عن ضغوطات الشارع و«السوشيال ميديا»، في حين بقي الإعلام متوازناً وداعماً، ليصل الجميع سوية إلى النقطة رقم 9 من أصل 15 نقطة ممكنة، وبقي في الميدان 15 نقطة مثلها، منها ست على الأرض الإماراتية أمام اليابان والسعودية، وهما المنافسان المباشران على إحدى البطاقتين المباشرتين، وثلاث مباريات خارج الديار مع أستراليا وتايلاند والعراق. إذن هل عادت الروح بعودة سمعة وخصيف، وهل عاد الأمل بالنقطة تسعة؟ وهل تكون الأيام المئة والتسعة والعشرون الفاصلة بين لقاء العراق ولقاء اليابان، مناسبة لحل كل الإشكالات والنقاط التي تحدث عنها معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، والتي ستعيد لـ«الأبيض» صورته السابقة وشخصية المنافس؟ الجواب نسمعه بعد 129 يوماً من الآن.