ألا ترى أن كل ما كنت تود أن تقر له قد تبدل.. أنا مثلك.. كل ما ستقرأه تالياً معظمه ليس ما عزمت أن أكتبه.. وحده مطر «سمعة» كان الفكرة التي طاردتني من البداية وحتى النهاية وكان فكرة جميلة.. عاد فعاد المنتخب.. أطل شامخاً هادئاً كما اعتدناه فكان الفوز على العراق بهدفين نظيفين رفعا غلة الأبيض إلى تسع نقاط تساوينا بها مع أستراليا التي تعادلت مع تايلاند، وبفارق نقطة عن السعودية واليابان اللتين تتصدران المجموعة بعد خسارة السعودية من اليابان. الفوز الذي حققه منتخبنا أمس على العراق بهدفي أحمد خليل والكبير إسماعيل مطر قد يفرحنا لكنه يجب ألا يخدعنا ومن يحب الأبيض عليه أن يبصره بعيوبه أولاً، فالمستوى لم يكن مقنعاً وبالذات في الشوط الثاني الذي كشر فيه الشقيق العراقي عن أنيابه وضغط بكل خطوطه على منتخبنا وسط تألق من علي خصيف الذي ذاد عن مرمانا ببسالة قبل أن يكافئ القدر والكرة إسماعيل مطر بهدف قاتل في الدقيقة 93 يستحقه سمعة أكثر من كل من حوله في الملعب.. يستحق وحده فرحة خاصة واحتفاء يليق به.. يستحق أن نقول له مثلك لا يأتي إلا ببشارة.. جاءتنا وكثير من مفردات المباراة لم يكن معنا.. أغلب اللاعبين أجادوا لكنك مختلف وهم لن يغضبوا إن قلنا إنك أجمل ما في المباراة. لم يكن مستوانا أمام أسود الرافدين مطمئناً بالمرة، وقد نكون أكثر منتخب محظوظ من فترة التوقف للمجموعة.. ولا يمكن النظر للمنتخب العراقي باعتباره مقياساً لمستوانا وما نستحق وبكل جرأة أقول إن هذا المستوى لا يؤهلنا وليس ما نباهي به على بقية منتخبات المجموعة.. وإذا أردنا أن نقيم الأداء بواقعية في نهاية مرحلة، ونعرف أين موقعنا الحقيقي فوق خريطة السباق إلى روسيا علينا أن ننظر إلى جدول الترتيب.. منتخبنا يحتل المركز الرابع بعد نهاية الدور الأول من تصفيات المجموعة الثانية، وهو ما يعني أننا خارج المونديال، وما حدث لنا في الدور الأول جرس إنذار لإعادة ترتيب الأوراق، فلا مجال للأخطاء الصغيرة والهفوات الساذجة في الدور الثاني، وإن كنّا نريد التأهل فلا بد من إعادة تقييم المنظومة بكل عناصرها.. لاعبين وجهاز فني وإداري.. لا بد من رؤية جديدة، وأن نراجع اختياراتنا أيضاً، فعودة البعض وابتعاد البعض رسالة لكل من في المنتخب ولمن خارجه.. ليتها تصل وليتهم يعونها. أيضاً لا يجب أن ننشغل بنتيجتنا دون النظر للنتائج الأخرى في المجموعة، فتعادل أستراليا مع تايلاند قد لا يعني بالضرورة تراجع أستراليا بقدر ما يعني تطور تايلاند وفوز اليابان على السعودية له دلالاته أيضاً، فالمجموعة لا تستقر على حال، والأهم أن ننظر لمستوانا، وأن نتحلى بالقدرة على مواجهة الذات، وأن نستثمر هذه العودة القوية لحسابات المجموعة في إعادة ترتيب الأوراق مهما كلفنا الأمر وأياً كانت التضحيات، فلا شيء ولا أحد يعدل المنتخب وحلم الوطن. كلمة أخيرة: الفوز لا يعني بالضرورة أنك الأفضل.. الأداء والنتيجة معادلة لا يجيدها كثيرون