شهادتي مجروحة جداً بالأخ والصديق معالي اللواء محمد خلفان الرميثي الذي أعرفه منذ ما يقارب العقدين، وكلما التقيته أشعر أنه رجل كل المراحل، إن كان داخل الدائرة أو خارجها. هادئ مثل بلاده وصارم بحكم شخصيته وخلفيته العسكرية، ولكنه يتقبل النقد وباله طويل، بحكم تاريخه وروحه الرياضية. حديث الرجل لزميلي حسن حبيب لم يكن فقط شفافاً، بل غاية في الشفافية، فهو لم يُناور، ولم يُداهن، وكان صريحاً حد الوجع. بالطبع كإعلامي يفترض أن أكون محايداً، لهذا فأنا أتمنى الخير للمنتخبين الإماراتي والعراقي وبقية العرب، وهم سورية والسعودية وقطر، وهنا أنا أتحدث عن تشخيص اللواء الرميثي لحالة منتخب بلاده، وأولها أن اللحمة التي كانت تربط الجميع ليست كما السابق هي التي نعرفها، وهناك اختلافات بين بعض اللاعبين والجهاز الفني واختلافات في الرؤى، مما سمح بتشكل فجوة، ولهذا فعلى الجميع إعادة حساباتهم، ثم خص اللاعبين بكلمة خاصة إذا كانوا يعتقدون أنهم وصلوا سن النضج، فالنضوج يفترض وجود أهداف واضحة بعد نضج العقل والتفكير، ما يعني وضوح الرؤية. وبالنسبة للرميثي النضج يعني الالتزام والانضباط والعطاء والقتال في الملعب، والنجومية يجب أن تستمر لأطول فترة ممكنة، وأقلها عشر سنوات، وليس فترات قصيرة أو طفرات، ولهذا طالبهم بإعادة حساباتهم والاستماع لكلام مدربهم، وأن تسود المحبة بينهم لما فيه مصلحة الوطن. أعتقد أن كلام محمد خلفان الرميثي عن الانضباط يمكن أن نعممه على الجميع، ليس في المنتخب أو حتى في كرة القدم، بل في كل مجالات الحياة، وفي كل بلد، وليس في الإمارات وحدها، لأن ما تحدث عنه الرميثي ينطبق حتى على منافس الإمارات يوم الثلاثاء، وهو الشقيق العراقي. نعم النضج يعني الانضباط، ويعني الوعي والمسؤولية، ويعني الأهداف الواضحة والرؤية السليمة للأمور، بعيداً «عن الولدنات» التي تأتي قبل النضج وليس بعده. كلام كبير من رجل كبير.