في العاصمة تبدو دوريات السعادة، كنحلات توزع شهد الفرح للناس الأوفياء، الذين يحفظون الود مع الطريق، ويخفقون بأجنحة السلام والوئام مع الآخرين.. هذه الدوريات، مُسخَّرة من أجل مكافأة الملتزمين، والذين يسيرون على الأرض هوناً، من دون تهور أو تضور والذين يضعون أرواح الناس على كف الرحمان، وينسجون خيوط المحبّة، على قلوبهم قبل أن تتحرّك عجلات مركباتهم. من هذا المنطلق الحضاري، قررت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، أن تكون حاضرة بوجوه رجالها،المشرقة، وقلوبهم المتألقة، ونفوسهم العابقة بعطر الود والسد، وأن يكونوا مع الناس، ومنهم وإليهم، هذه الالتفاتة تعبر بوضوح عن أن رجال الإمارات في كل موقع ومحطة ومنطقة هم سلام البلد ووئامه وانسجامه، هم الأشجار العملاقة المظللة على الرؤوس والنفوس، هم نسائم الأمل، وبريق المقل، هم النهل والسهد، هم قانون الحياة الذي يلون الأزهار، ويعطر الديار، ويصوغ ثقافة الازدهار، ويضع على أغصان الشجر خير الثمار. هؤلاء الرجال، رجال السعادة تجدهم في لهيب الصيف، يمهدون الطريق للذاهبين والآتين، ويعبِّدون المداخل والمخارج، بسلوكيات متقدمة في الرقي، من أجل نثر الهدوء والطمأنينة ومن أجل كبح جماح الدوافع العصبية، هؤلاء الرجال يسابقون الزمن من أجل إنجاز شوارع بلا حوادث، وأيام بلا كوارث، وأحلام لا تغزوها الكوابيس. فأينما تحل وترتحل، عندما تجد سيارة المرور، باللون الأحمر والأبيض، يخفق قلبك فرحاً، وتنتشر مساحة واسعة في صدرك، ملؤها السعادة لأنك تشعر في النوم أنك على موعد مع الأمان، وأن الشارع الذي تمر فيه، تحلق حوله أجنحة مزدهرة بالسكينة، وفضيلة الرجال النجباء. عندما تصادف هذه الدوريات تتدلى أمامك أهداب الشمس، وجدائل التاريخ، ترخي سدولاً من مودة وحنان.. نعم إنه الحنان المغموس بسكر الانضباط، إنه الأمان المنقوع بملح النظام والوئام. هذه هي الإمارات مبدعةً في كل الميادين مسرعةً باتجاه الإنسان كي تشكل حياته على غرار النجوم والكواكب وفي كل صباح تفتح القرائح عن جديد يأتيك بالخير السديد، هذه الإمارات رجالها مصابيح الأفق يضيئون حياتنا بالنخوة والشأن الرفيع، ويمنحوننا الأَنَفَة والكبرياء حتى أصبح الناس جميعاً في مختلف الأصقاع يشيرون إلى ابن الإمارات بالبنان لأنه الإنسان الذي استمتع بفضيلة الفكرة وحسن البيان، لأنه ينتمي إلى بلد وضعته على أعلى القمم وعند شامة القمر، وشفاف الغيمة. نقول شكراً لدوريات السعادة، ونحن في أتم السعادة ويغمرنا الفخر لأننا سبقنا الأمم بملايين الأميال بفضل الذين يفكرون ويجتهدون ويبذلون ويبدعون ويُذللون الصعاب ويُلبسون الحياة أجمل القلائد، حتى تصبح الإمارات دوماً، النجم الذي لا يغيب ضياؤه، ولا يأفل بهاؤه ولا يخبو صفاؤه.