قبل المواجهة الإماراتية التايلاندية على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، كان الجميع يتوقع أن تكون صعبة على طرفيها وليس على التايلانديين فقط. فالمنتخب الضيف أظهر شخصية قوية خلال التصفيات، فتصدر مجموعته التي تضم العراق وتايوان وفيتنام وإندونيسيا، التي تم تعليق عضويتها، واستطاع التايلانديون التعادل مع العراقيين مرتين 2/‏2، وعندما تأهلوا لعبوا مع المنتخب السعودي وخسروا بضربة جزاء في الدقيقة 84، ومع اليابان لم يكونوا لقمة سائغة رغم خسارتهم بهدفين واحد مبكر والثاني متأخر. لهذا حسَبنا حساب التايلانديين في أبوظبي، ولكن ومع انطلاق المباراة شعرنا أنهم أضعف مما اعتقدنا، خاصة بعد هدفي مبخوت الذي رفض الاحتفال بهما وظننا أن النتيجة ستكون كبيرة، وأن الأبيض في طريقه لفوز تاريخي يعيد المصالحة مع الجماهير والتوازن للمنتخب بعد الخسارة التي لا أقول مفاجئة بل مُحبطة مع أستراليا، والسبب هو الفوز الكبير على اليابان، والتي أثبتت مباراة العراق أن منتخبها هذه السنة منتخب باهت وليس بقوة اليابان التي نعرفها، وهذا لا يقلل من قيمة الفوز عليها في أرضها وبين جماهيرها مهما كان وضعها ولكنه يشرح حقيقة (الغصة الكبيرة) بالخسارة من أستراليا. وفي الدقيقة 65 بدا وكأننا استيقظنا من حلم جميل بهدف تايلاندي مباغت قلص الفارق لهدف، ثم جاء الإنذار (الأحمر) بهدف التعادل، الذي ألغاه الحكم بداعي التسلل، وكان قراره صائباً جداً، وأوضحت الإعادة أن اللاعب كان متسللاً، ولكن الخوف هو الذي تسلل لقلوب الجماهير الإماراتية فنتيجة 2/‏1 خطرة جداً، ولا مجال لإهدار أية نقطة في التصفيات حتى أنهاها أحمد خليل في الوقت القاتل مانحاً للأبيض فرصة للتنفس وبنفس الوقت فرصة لتدارك الأخطاء والتقاعس الدفاعي في بعض اللحظات والإهدار الهجومي في بعضها الآخر. مبارك للإمارات وللمهندس مهدي على النقاط، وعسى أن تكون تايلاند درساً لا يمر مرور الكرام، وأنا متأكد أنه لن يمر على «الباشمهندس».