احتفال الإمارات باليوم العالمي للمعلم تميز هذا العام بانعقاد منتدى «قدوة» برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تأكيداً لما تحظى به العملية التربوية والتعليمية من أهمية خاصة وأولوية قصوى من لدن القيادة الرشيدة، وتجسيداً للرعاية والاهتمام بالمعلم باعتباره أهم أدوات تطوير تلك العملية والارتقاء بها. وقد حرص سموه بمناسبة انطلاق الملتقى يوم الأربعاء الماضي على التأكيد بأن «يوم المعلم والاحتفال به يعبر عن إيمان راسخ بقيمة المعلم ودوره الأساسي في نهضة الأمم». وكذلك الارتقاء بالتعليم لأنه -وكما قال سموه- «استمرارية وريادة الدولة في شتى المجالات تتطلب توفير تعليم رفيع المستوى قادر على تحقيق التنافسية». والتعليم الرفيع المستوى يواكبه مدرس نوعي تتوفر له كل الظروف وتتهيأ لكي يبدع ويساعد على بناء أجيال واعية مبتكرة ومبدعة. وعندما نستحضر التجربة التعليمية الناجحة لسنغافورة، نستحضر معها كيف ارتقى باني نهضة الجزيرة الراحل لي كوان يو، بالمدرس وجعل راتبه أقرب لراتب الوزير لأنه ببساطة مسؤول عن بناء أجيال ويتحمل مسؤولية كبيرة وأمانة أعظم. لتتبدد معها تلك النظرة الدونية للمعلم وتختفي. كان صوت المعلم عندنا آخر الأصوات التي كنا نستمع إليها في ذروة انبهار البعض باستيراد تجارب خارجية، وكبلنا المعلم بجداول وحصص وأعباء فوق الطاقة جعلت من الميدان التربوي والتعليمي بيئة طاردة للمعلم وأصحاب الخبرات. مع «قدوة» نتطلع إلى نماذج تمثل «قدوة» صالحة وملهمة لأبنائنا وللأجيال من خلال المعلم الذي تتوافر له اليوم كل الظروف والمناخ الإيجابي للعطاء والعمل بإبداع، لأنه -وكما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد- من المهم جداً «تربية أبنائنا على حب العلم وغرس القيم الفاضلة والمواطنة الإيجابية في نفوسهم منذ تشكل لحظة وعيهم». ويتفق معنا المسؤولون في مجلس أبوظبي للتعليم وكذلك وزارة التربية والتعليم في أن المعلم المحبط المثقل من الصعب أن يلبي هذه الطموحات والتطلعات. وإذا كان هناك من كلمة بمناسبة نجاح ملتقى «قدوة» فهي الدعوة للنظر بذات الرعاية والاهتمام لأوضاع المعلمين في مدارس القطاع الخاص لا سيما وأن أعداداً كبيرة من الطلاب والطالبات في هذه المدارس التي لا زالت تبخس حقوق أهم عنصر في التعليم، ونعني المعلم. وفي يوم المعلم يتجدد الشكر والامتنان لبناة الأجيال.