كبر الفتى النحيف الصغير.. بات الشبل أسداً وأسداً ضارياً.. لا شيء من ملامحه ينبئك عما لديه.. هو مفاجأة في كل مرة، وجديد في كل مرة، ورائع «مرة».. هل من المناسب الآن في تلك المرحلة الفارقة من مسيرة العين، أن أكتب عن عمر عبدالرحمن.. هل يغيره الكلام ويغريه المديح.. أتراه من أولئك الذين يتبدل حالهم بالثناء؟.. أكيد لا، ولو كان كذلك ما أصبح «عموري» الذي عليه.. قلب العين النابض وحامل الشارة.. مثل عموري «رجال الأقدار».. كبار وليسوا صغاراً. هل رأيتم ما فعل عموري أمس الأول أمام الجيش القطري.. صنع وسجل وفعل كل شيء.. ومتى لم يكن كذلك، سواء مع ناديه أو المنتخب.. من يصنع الآخر النجوم أم الإنجاز؟، عموري هو من يصنع الإنجاز، ويحول المسارات، ويقفز فوق الأرقام، ويكتب بموهبته معادلة الصحراء.. عموري أكثر من لاعب.. قصة خرافية عن «شاطر» وأميرة، حتى ملامحه من هذا الكتاب. هل تحتاج الكتابة عن عموري أن نسرد تاريخه وإنجازاته وما قدم، سواء مع العين أو المنتخب.. وهل نجهل تلك الأرقام.. يكفي أنه لم يسجل إلا وفاز العين.. هو رجل المباراة من بين مئتي لاعب.. نعم مئتين.. هم أولئك الذين كانوا معه في سبع مباريات كان خلالها الأفضل.. كثير هذا على عموري؟.. إذن كثيرة علي وعليكم فرحة أمس الأول.. هل سطا على حق زملائه من الضوء والتقدير؟، ومن قال ذلك.. كلهم يعلمون أن عموري يستحق.. هو القلب لكنهم يعلمون أنهم بقية الجوارح.. لا يستغنون عنه ولا يتألق إلا بهم.. هم تجاوزوا تلك الصغائر التي قد تعترينا لأنهم في العين.. «بيت الأمة» و«البنفسج» و«الزعيم». من يتابع تصريحات عموري لن يخطئ هذا النضج والوعي الذي أصبح سمة اللاعب.. ذكي وممتع في كلامه وتصريحاته مثلما هو في الملعب.. لا يتكلف ولا يناور.. يصل إلى القلوب مثل الشباك من أقصر الطرق، ولذا لا أخشى عليه من السقوط في فخ الغرور، لأنه محترف بعقل وقلب هاوٍ.. عموري حلقة في سلسلة المواهب الإماراتية الطويلة، لكنه بنكهة كثيرين.. عموري فيه من كل من مروا عليه وعلينا.. لهذا نحبه. كل ما سبق عن عموري.. هو تكليف أكثر منه تشريف.. وشارة العين التي يحملها حتى الآن بجدارة، هي التي شكلت ملامح الانضباط والالتزام أكثر لدى اللاعب، وهي أيضاً التي تستدعي المزيد في قادم الأيام.. نحن لا نكتب عن عموري ليفرح، وإنما لنشكره ونطلب منه المزيد.. في مرحلة قادمة أكثر صعوبة تتطلب كل قطرة موهبة يملكها لتصنع الفارق في مسيرة الفريق العيناوي، على عموري أن يثبت أنه ومعه أبناء جيله ليسوا مرحلة عابرة، في مسيرة الفريق وكرة الإمارات، وإذا كان العين قد حقق لقبه الآسيوي منذ ثلاثة عشر عاماً مع انطلاق البطولة في شكلها الجديد، فإن كل لاعب في العين وقتها كان نجماً بشهادة اللقب.. وعلى عموري والجيل الحالي أن يقدموا للجماهير صك النجومية والمجد. كلمة أخيرة النجم لا تصنعه الكرة وحدها.. نحن نختار من نحبه ويحبنا