تذاكر سفر وأجنحة فندقية، ومصروف جيب وسيارات خاصة، كل هذه الخدمات اضربها على 47 دولة، وكل دولة يمثلها 3 أعضاء، هؤلاء جميعاً حضروا بالأمس الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الآسيوي فقط، كي يرفعوا لوحة مكتوباً عليها «NO»، ويرفضوا استكمال جدول الأعمال، بالإضافة إلى إيقاف إجراءات انتخاب ثلاثة أعضاء إضافيين في «مجلس الفيفا». هذا الاجتماع الذي حضره على الأقل 150 شخصاً، استمر لمدة 27 دقيقة فقط، فلو قال عضو واحد كلمة «هلو» لمن حوله، لتطلب منه ربما أكثر من السبع والعشرين دقيقة التي اختتمت بها الجمعية العمومية. فكيف يُعقد اجتماع على مستوى القارة، ويكون الهدف منه إلغاءه، وكيف يُستدعى المسؤولون من بلدانهم، ليجمدوا أعمالهم، ويؤجلوا مشاغلهم، كي يتمحور دورهم كله فقط في رفع لوحة «NO»، فأي منظمة عالمية ممكن أن ترى فيها مثل هذه الأحداث، وتقرأ هذه الأنواع من الأخبار غير اتحادنا القاري. ربما كشف لنا هذا الاجتماع عن أن آسيا متوحدة، وأنها تقف مع رجالاتها وممثليها، فإن صدقنا هذه الشعارات وبلعناها ومشيناها، ولكن كيف يمكن أن نصف مشاعر الأعضاء والممثلين القادمين من 47 دولة، وهم عائدون إلى أوطانهم بعد الكونجرس، وكأنهم لم يأتوا، وكيف يمكن أن يقنعوا الناس في بلداهم، أنهم قطعوا آلاف الكيلو مترات، كي يقولوا «لا» ويعودوا!، حتى البدلة لم يتهن البعض فيها، يا دوب 27 دقيقة ورميت في الخزانة. فأين ذهبت كل القضايا التي طرأت على السطح في الفترة الأخيرة، والتي توقعنا أن تُتخذ بشأنها قرارات حاسمة، مثل إلغاء قاعدة 3+1، واتخاذ قرار حيوي حول التحول إلى تجربة تطبيق الحكم الإضافي في مسابقات الاتحاد، وبعض التعديلات الحيوية على لوائح بطولة دوري أبطال آسيا، وغيرها من الأمور التي توقعناها أن تكون محور اهتمام الجميع في القارة، كل هذه المستجدات أُلغيت وتأجلت ورُحلت إلى أجل غير مسمى، من أجل عيون «عضو واحد»، ليصبح إرضاؤه والتهدئة من روعه، أهم من تطوير اللعبة في القارة، وحل مشاكلها، ومناقشة قضايا الساعة فيها. ومن يا ترى سيدفع فاتورة كل هذه التكاليف والمبالغ والدعوات للاتحادات التي وصلت إلى الهند، أم أن اتحادنا القاري يعيش في رفاهية وبذخ، ونسي أنه في الجانب الآخر هناك ملاعب في آسيا لا زالت لا تعرف لون العشب الأخضر على أرضيتها من فقر إمكانياتها.