زيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إلى مدارس في العاصمة، تمثل صورة من صور المواكبة المتواصلة والحثيثة لتوجيهات القيادة الرشيدة، فيما يتصل بالتعليم وبناء أجيال المستقبل، وفق الرؤية السديدة لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد، خلال الجولة، نقطة جوهرية في غاية الأهمية، بالتشديد على الاعتناء باللغات، وإكساب الطلاب المهارات الأساسية فيها «ما يجعلهم قادرين على التعبير عن أنفسهم بتمكن وثقة، لأن من لا يجيد لغته ليس بإمكانه التفكير الخلاق». لقد جاءت هذه التصريحات لتذكر البعض في الميدان التربوي والتعليمي بأن اهتمامهم المبالغ فيه لاستجلاب واستحضار تجارب الآخرين والانبهار باللغات، يجب ألا يكون على حساب لغتنا رمز هويتنا. فاللغة ليست مجرد وسيلة أو أداة للتخاطب، وإنما من أهم أوعية التعبير عن الهوية الوطنية في كل بلد من بلدان هذا العالم الذي لم نجد فيه من يفرط في لغته الأم قدر ما فرط أهل الضاد في لغتهم التي كرمها الله بأن أنزل بها كتابه المجيد، بل إن البعض في ذروة حماسه وانبهاره باستحضار تجارب الآخرين، وصم لغته العربية بالفاشلة والعقيمة غير القادرة على مواكبة لغة العصر. ومن تلك القناعة البائسة، انتشرت أكشاك تعليم اللغة الإنجليزية والتربح من وراء امتحانات «آيلتس» وشقيقاتها من الاختبارات غير المجدية بعد مرور كل هذه السنين. نسي البعض أن التجارب التعليمية الناجحة والباهرة، سواء في فنلندا أو سنغافورة، انطلقت من لغاتهم الأم، ومن ميدانهم التربوي والتعليمي من المحلية إلى العالمية. لا أحد يعارض تعلم اللغات الأخرى، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية، باعتبارها من أهم لغات التواصل العالمية، لا سيما في إمارات الخير والمحبة التي قدمت للعالم أنموذجاً ملهماً في بناء جسور التفاهم والتسامح وحسن التعايش بين الحضارات والثقافات والأديان. تصريحات سموه غمرت الميدان التربوي والتعليمي بشعور عام من الارتياح، بأن المسيرة تمضي في المسار الصحيح، وتعزز وتطور التجربة، بما يتفق مع تطلعات القيادة وبرامجها لبناء أجيال الغد واقتصاد المعرفة، ونحن نستقبل عاماً دراسياً ناجحاً ومثمراً وموفقاً للجميع. ali.alamodi@alittihad.ae