تمضي مسابقات الناشئين كالعادة.. كما تمضي حياتهم.. نحبهم ولكن أحياناً ننساهم.. نتذكرهم فقط في المواقف الكبرى.. في الامتحان، وفي النتيجة.. تماماً كحال أبنائنا لاعبي منتخب الناشئين، الذين يلعبون اليوم مباراتهم الثالثة في نهائيات كأس آسيا تحت 16 سنة، أمام السعودية، ولديهم أربع نقاط جمعوها من الفوز على الهند والتعادل مع إيران، ويتصدرون مجموعتهم، لكن الخسارة ممنوعة عليهم، في ظل التهاب الموقف للمجموعة التي تضم أقوى منتخبات القارة، إضافة إلى المستضيف نفسه، وهو المنتخب الهندي، الذي لا يريد أن تكون كل مؤهلاته للمشاركة في كأس العالم التي يستضيفها أيضاً، أنه صاحب الأرض. كل ما في بطولات الناشئين يبدو عفوياً مثلهم.. لم تغيرهم بعد أشياء كثيرة.. لم يعتادوا الاحتراف، الذي جعل من الكرة سلعة، ومن اللاعبين بضائع، وربما حتى من هتاف الجماهير، ولذا لا تستغرب في كأس آسيا للناشئين بالهند، إن فازت فيتنام على أستراليا، وقبلها فازت قيرغيزستان على أستراليا أيضاً، أو تعادلت عُمان مع كوريا الجنوبية.. الصغار عالمهم هكذا.. مثل قلوبهم تقفز وترافقهم عدواً.. ونتائجهم أرجوحة عليها يصعدون ويهبطون. بالطبع.. لا تمضي الأمور هكذا دونما تخطيط ولا عمل ولا مدربين، ولكن ما أقصده، أنها ليست معقدة كأحوال الكبار.. لم تتأثر بعد بالتصنيفات والعقد الوهمية التي يعانيها الكبار، وأعتقد أن الفاصل بين مراحل الناشئين عموماً ومرحلة الكبار يمثل هفوة تحتاج إلى كثير من التفسير والتحليل، ففيها تحدث متغيرات كثيرة تبدو غير مبررة ولا واقعية، لكنها تحدث. المهم أن أبناءنا الأبطال الصغار والكبار في الوقت نفسه، يواجهون شقيقهم المنتخب السعودي اليوم، تطارد الفريقين نتائج سابقة.. هذا فاز على ذاك، وذاك رد الديّن من هذا، وفي الأفق تلوح أربع بطاقات إلى كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً، سيحصل عليها المتأهلون الأربعة إلى الدور نصف النهائي، وهي بطاقة قريبة المنال وبعيدة أيضاً.. يحدد قربها وبعدها أداؤنا اليوم أمام الشقيق السعودي، وقدرتنا على التخلص من آثار خسارة التصفيات غير المنطقية، والبقاء في صدارة المجموعة والمضي إلى النهائي. منتخبنا في الجولتين الأوليين، فاز على الهند، وتعادل مع إيران، والمنتخب السعودي الشقيق، خسر من الأول، وتعادل مع الثاني.. إذن الفارق واضح، وأكدته مباراتان مع منافسين لنا بالمجموعة، وإن كان من شيء لمصلحة الأخضر اليوم، فهو نفسي ليس إلا، وفي بطولة كتلك، من المفترض أن ينتصر الواقع على الوهم. ? كلمة أخيرة: الصغير والكبير.. لا يتحدد أيهما بعدد السنين ولكن بالإرادة