يغريك المشهد بأن تعاود رؤية الصورة مرة ومرة، ومرات، وتقرأ الوجوه، تقرأ الملامح، تقرأ أجنحة الحب وهي ترفرف عند الجباه الشامخة، هنا يكمن السر، في هذا الشموخ في هذا الرسوخ، في هذا العطاء اللامحدود لمن لم يجدوا حدوداً لحبهم، وشغفهم وشوقهم للوصول إلى الناس، إلى أماكن الحقيقة الكامنة في قلوب الصغار الذين ودعوا كباراً أبطالاً وبواسل.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتصدران المشهد الإنساني الوطني والتاريخي، يقفان معاً عند نافذة الوعي، يطلان على الناس، بفكر ومشاعر، أشبه بسحابات السماء، أشبه بقدرة السماء على العطاء والوفاء، يقف الرجلان، بثقة المحبين الذين يحتوون عفوية الصغار، بمثل تتأمل المعنى في الغياب والدلالة في الحضور، ثم وبعد كل ذلك، يحضر التفكير في بث عبير الحنان، لهؤلاء الذين لم يعرفوا بعد ماهو الموت.. ما هي الشهادة من أجل الوطن، ومن هو ذلك، الطاغية الذي أشعل هذه الحرب الظالمة، وجعل اليمن ميداناً لأجندات الغدر والعدوان، وقهر الإنسان، وهدم البنيان، وطمس البيان. سمو الشيخ محمد بن راشد وسمو الشيخ محمد بن زايد، في هذا الحضور المدهش، في هذا الوقوف المبهر، في منطقة الوجدان الوطني يرسخان معاً، ثوابت الإنسان الإماراتي وينتجان من جديد ثقافة إماراتية بحتة، لا تضاهيها ثقافة ولا يوازيها حلم، ويؤكدان لذوي الشهداء، أن المصاب واحد، والعائلة واحدة، ومن ذهبوا عن عيوننا سيبقون في قلوبنا، ولا بديل للنصر للوفاء بالعهد، والثأر لمن ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية وكرامة الإنسان ومجد العروبة، وإشراقة شمس جديدة على الأرض العربية. قيادة، شجرتها الحب، وثمارها هذا الشعب الذي هب من أقصى الإمارات إلى أقصاها، منتصراً للحق، مدافعاً عن الحقيقة، وبصوت واحد، قال هذا الشعب لبيك يا وطن، هذه القوة الدامغة لم تأتِ من فراغ وإنما هي من نبع قيم وتقاليد ثقافية تمت وراثتها عبر قرون، وهي بالفعل نتيجة مباشرة للعلاقة ذات اللحمة الواحدة، ما بين القيادة والشعب،، والوطن يعمل بمشاعر الكل، وينجز مشاريعه الإنسانية والحضارية بمفهوم المجموع، الذي يؤدي في النهاية إلى رفعة الوطن ونهوضه ورقيه وانتصاره على المعوقات بسهولة ويسر.. الوطن يذهب نحو المجد معززاً بقدرات أبنائه، وبفكر قيادة ما ادخرت وسعاً في تذليل المصاعب من أجل السعاة، سعادة الإنسان ورفاهيته ونصوع جبينه.. الوطن يلج محيطات الحياة، بأشرعة الوعي، وإرادة الذين جعلوا من الإرادة، موجة بيضاء تلون سواحل الحياة بالبهجة، وتوشوش للعشاق، ليصبح اللحن إماراتياً، وتصير الكلمة من وحي إبداع صحراوي، نبيل وأصيل.. الوطن بكل هذا المعنى الرفيع، أصبح نجمة ضوؤها من مقل العيون الصافية.