هطلت أمطار الرحمة، وتهللت وجوه الناس، وانشرحت صدورهم واعشوشبت أرواحهم بالفرح، إلا أن البعض لا يعرفون الفرح، ولا يتحملون مشاهدة ابتسامة السماء على وجه الأرض، فيدفعهم طيشهم وغرورهم، إلى العبث وتعريض أنفسهم والآخرين إلى الخطر، وتشويه الصورة المثلى للجمال الرباني الذي حبا به الله بلادنا .. هؤلاء الأشخاص، كارهون للجمال جاهلون للمتعة، غارقون في مستنقعات الاستهتار، وعلى الرغم من أن القوانين واضحة، ووجود رجال الشرطة في كل موقع ومكان، إلا أنهم يجدون التسلية في التجاوز، ويشعرون بالسعادة عندما يخوضون بسياراتهم المدرعة، في أماكن تجمع المياه، ويحق لنا أن نقول إن سوء الطالع، أن تساقط الثلوج التي أثلجت الصدور كان أسوأ حال واجهتها الطبيعة في بلادنا عندما ظهر الفوضيون، وعاثوا فساداً، وحولوا الأماكن البيضاء إلى بقاع محفورة بالأسى والأفعال الشائنة .. نقول إن هؤلاء لا يعرفون الفرح، ولا يفهمون معنى للجمال ولا يقدرون النعمة، هؤلاء لا يعبرون أبداً عن خصال إنسان الإمارات المجبول على حب الطبيعة وتقديس النعمة، إنسان الإمارات الذي روض الصحراء وحولها إلى جنان خضراء خالدة، تسر الناظرين، إنسان الإمارات الذي أحب الشجرة، وعشق المطر، لا يمكن أن يقبل بهذه المشاعر المشوهة والدخيلة على أبناء هذه الأرض .. ومثل تلك التصرفات لا تنم إلا عن تقليد أعمى لسلوكيات مستوردة، لا تليق ولا تتفق مع التقاليد والقيم التي تربى عليها أبناء الإمارات والذين اتحدوا مع الطبيعة حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كيانهم، لذلك فعندما نرى مثل هذه التصرفات الشاذة، إنما نعزوها لأشخاص خرجوا عن طوق قيمنا واستكبروا وتجبروا ورموا بالإرث الجميل تحت عجلات عرباتهم المدرعة، عندما نرى مثل هذه الانثيالات الغريبة نقول كان الله في عون رجال الشرطة الذين يسهرون الليل والنهار من أجل الحفاظ على أمن المكان ولطافته ولياقته وأناقته، كان الله في عونهم لأنهم يواجهون نماذج أصبحت عبئاً ثقيلاً على المجتمع، وخطراً داهماً على نظامه العام، ما يجعل جهود الشرطة المضاعفة تواجه بتعنت الشاذين وتزمتهم وتماديهم في الخروج عن النص، وكل ذلك من أجل الاستعراض والإبهار، وما بعد الإبهار نسمع عن أسوأ الأخطار التي قد تقضي على حياة بشر أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم مروا في ذلك المكان الذي ظهر فيه الأشرار.