«نحن شاركناكم في الدم وزايد بن سلطان، رحمه الله، سبقنا إليكم، ونحن معكم يا إخواني بالأمس واليوم وغداً إن شاء الله تعالى، الله يحفظكم ويحفظ أهلكم وبلدكم بالعز والأمان والصحة».. بهذه الكلمات المضيئة الراسخة الواثقة، خاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة شيوخ ووجهاء محافظة مأرب اليمنية لدى استقباله لهم، ومن خلالهم إلى كل أهلنا في اليمن. كلمات من نور وضياء، تمثل عهداً ورمزاً للالتزام الإماراتي لنصرة الحق وعون الأشقاء، والحرص على موطن العرب الأول، ومساعدته على أن ينهض من جديد، ومساعدة أبنائه لبنائه مجدداً بسواعدهم المخلصة، بعدما يتطهر من رجس الانقلابيين والأذناب والتُبّع لتلك القوى والأطراف الإقليمية المعروفة بعدائها السافر لشعوبنا الخليجية وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والأمن والاستقرار. وكذلك تطهيره من فلول وشراذم المتطرفين والإرهاب الذين صوّرت لهم خيالاتهم المريضة بأنهم وجدوا في «أرض الجنتين» ملاذاً آمناً لهم، يستولون عليها، وينطلقون لتهديد بلداننا الخليجية. كلمات محمد بن زايد جسدت ولخصت التزام تعمد بدماء شهداء الإمارات، وشهداء اليمن وقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تجاه أهلنا في اليمن، وجسد استشراف قادة حكماء لمقدار الخطر الداهم على أمن الإمارات وشقيقاتها في بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية إذا ما تم ترك اليمن يواجه مصيره منفرداً على يد تلك الزمرة الحاقدة من الانقلابيين والخارجين عن الشرعية المدعومة من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والقرارات الدولية ذات الصلة. كلمات محمد بن زايد جسدت يقين القائد الواثق من النصر، بأن تضحيات «أسود الجزيرة» لن تذهب سدى، وقوات الشرعية عند أبواب «أزال» مسنودة بالعزيمة والإرادة بأن يمن العرب لن يكون في يوم من الأيام إلا عروبياً وفياً لقيمه وأصالته وحضارته، أميناً على البوابة الجنوبية لأمن الجزيرة والخليج. موقف جلي واضح وضوح الحق والحقيقة، وأمام هذه المواقف المبدئية الأصيلة، تنزوي وتنفضح مناورات المتاجرين في «بازارات» التخاذل، والبحث عن الغنائم والمكاسب على حساب شعوبهم المغلوبة على أمرها. شيوخ ووجهاء قبائل مأرب عبروا باسم كل شرفاء اليمن عن الامتنان والتقدير والوفاء والعرفان لشعب الإمارات النبيل وقيادته الرشيدة لهذه المواقف المبدئية والتضحيات الجليلة. وسيتذكر التاريخ بأحرف من نور هذه المواقف، والنصر حليفنا.