إلى مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، جاء شيوخ ووجهاء محافظة مأرب شادين الرحال من تلك الأرض المحررة التي ارتوت بدماء أبناء اليمن وجنود الإمارات وقوات التحالف العربي، حتى تم تحريرها من ذلك العبث والإجرام الحوثي والعفاشي، جاء أولئك الرجال الأحرار، متحملين عناء ومشقة السفر، ليقولوا شكراً لدولة الإمارات، ويسجلوا كلمات العزاء في شهداء الوطن الأبرار، زيارة وفاء من أرض الوفاء. لقد كان استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لضيوف الإمارات استقبال الأخ الكبير لإخوانه، فكم كان سموه سعيداً بالتقائه أولئك الرجال، ولم يكن سموه، ولا شعب الإمارات ينتظرون جزاء أو شكوراً، وعندما شكره أحد شيوخ القبائل على ما تقدمه الإمارات لليمن كان رد سموه بليغاً، ويختصر الحكاية كلها عندما قال: «تراكم في دار مشروكين فيها».. في الإمارات، نؤمن بأن اليمن وأمنه واستقراره جزء من أمن واستقرار الإمارات والمنطقة، ونعرف مكانة اليمن جيداً، كما يعرف اليمنيون مكانة الإمارات، ومكانة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الخاصة عند اليمنيين، وعند أهل مأرب بالتحديد، فهو من أعاد بناء سد مأرب، وهو رحمه الله، الذي فتح الطريق بين مأرب والعاصمة صنعاء، من خلال إنشاء الطريق السريع بين المدينتين، وهذا ما يذكره أهل مأرب، ولا ينسونه، وهو ما ذكرنا به محافظ مأرب أمس في مجلس الشيخ محمد بن زايد. الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، أكد لضيوفه وجهاء وشيوخ قبائل مأرب «أننا شاركناكم بالدم» في الحرب ضد مليشيات الانقلاب، وأكد أن الإمارات كانت مع اليمن في الماضي، وهي معه اليوم، وستبقى في المستقبل مع هذا البلد الشقيق الذي له مكانة خاصة عند شعب الإمارات، وعند كل عربي أصيل. ولم يترك الشيخ محمد بن زايد هذا اللقاء يمر دون أن يؤكد ثقته الكبيرة في اليمن وأبنائه في حماية وطنهم وبنائه من جديد، فقد قال سموه: «إن اليمن الشقيق بسواعد أبنائه وقبائله قادر على التصدي للتحديات، وبناء دولته ومؤسساته، وفق أسس وطنية يمنية عربية خالصة». واليمنيون يفكرون لما بعد الحرب، وهذا هو المنطق الصحيح، فمحافظ مأرب أشار إلى ضرورة استمرار دعم اليمن، ودولة الإمارات تؤكد دائماً أنها لن تتوقف عن دعم اليمن، من خلال تنفيذ المشاريع التنموية التي تجعل من هذا البلد عنصراً فاعلاً في منظومة دول المنطقة، فالإمارات والسعودية تعملان على دعم اليمن لمرحلة ما بعد الحرب، من خلال إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية اليمنية في مختلف المجالات، ولا تكتفي الإمارات بذلك، بل تؤكد دائماً أنها تضع كافة إمكاناتها وخبراتها المتراكمة في مجال تعزيز نمو القطاع الاقتصادي للمساهمة في تأهيل الاقتصاد اليمني. والأهم من كل ذلك، هو إصرار الإمارات مع المملكة العربية السعودية على ضمان استمرار الحكومة اليمنية الشرعية للقيام بدورها الطبيعي لخدمة الشعب اليمني، وذلك من خلال التدريب وتأهيل الكوادر والمؤسسات اليمنية.. فالرؤية الإماراتية السعودية لمرحلة ما بعد الحزم واضحة بما يخدم الشعب اليمني ومستقبل اليمن.