انسى..! ردد عباراتك الرنانة وأغلق الموضوع وارحل، لا نريد فتح المواجع ولا استمرار الأحزان، ولكن جرح خسارة اللقب في الخطوة الأخيرة سيبقى فترة طويلة من الزمان، ليس بسببك أو بقدم زميلك، ليس لأننا الأضعف، أو لأن مدربنا لا يفهم، بل لأنهم الأخبث ونحن الأطيب!. أهلاوية اليوم ليس هم الذين عادوا من جوانزو بألم الخسارة، هذه البطولة ستغير عقلية كل المنتمين لهذا النادي، وستقلب أفكار كل المسؤولين في هذه المؤسسة. كل شيء في هذا النادي يجب أن يتغير، الفكر.. الطموح.. وحتى الحلم، هي تجربة مختلفة وظروف لن تتكرر ومواقف قاسية بلحظات عصيبة ودموع مخبأة خلف القلوب ومشاعر حزن كبيرة لن تمر من دون أن تغير في عقول كل الأهلاوية ولن تمر من دون أن تحول عقلية هذا النادي من الخطط المحلية إلى الأحلام العالمية. فالأفراح لن تصنع منك شيئاً، والبطولات السهلة لن تكبرك، واللحظات الروتينية والصراع المحلي والمنافسون المثاليون لن يزيد من خبرات الإداريين واللاعبين، والطرق المفروشة بالورود لن ترفع من مستواك الفني. ولأن التجارب تؤكد أن كل شيء يمكن أن يتطور في العالم عدا الاتحاد الآسيوي، فعلينا أن نتعامل معه بفكرهم وبطريقتهم السطحية وبفوضويتهم المتفردة، فالتحدي القادم هو كيف تستوعب نظامهم المتقلب، وكيف تتكيف مع مفاجآتهم المستمرة، وكيف تحضّر فريقك نفسياً لكل صدماتهم ومن بعدها تفكر فنياً وخططياً ومالياً للمنافسة على لقب هذه البطولة «الفهلوية»!. وعلى طاري التجارب، فإن الدمعة التي حاول أحمد خليفة حماد تداركها اختصرت كل المشاعر التي حاول أن يخبئها هذا الرجل، كان الحلم كبيراً، وكان الهدف أكبر من النهاية وكانت الدمعة رسالة حب من الأهلي إلى الوطن، وتعبير وفاء من رجل ترك الكلام لغيره وقدم واجبات أكبر وأكثر من مهامه، «بو خليفة» أكد للجميع لماذا ظهر الأهلي مختلفاً، ولماذا يصمد ناديه بكل قوة أمام المطبات والمصائب، أسرة الأهلاوية قدمت لكرة الإمارات تجربة خاصة تستحق أن تُدرس.. هي دمعة غالية من «حماد» ولحظة أسى طار فيها الحلم من أمامنا. كلمة أخيرة أغلق الموضوع، حول الملف إلى ذكرى وابدأ حلمك من جديد.