كابتن مهدي تعلم جيداً أننا نقدرك ونحترمك، ونفخر بك كمدرب مواطن حقق من النجاح ما لم يحققه عشرات المدربين الأجانب الذين جاؤوا هنا، ولم يتركوا بصمة، جئت فمحوت الصورة التقليدية، وكسرت النظرة الدونية، كنت بالنسبة للاعبين أخاهم الأكبر قبل أن تكون المدرب، وأثبت بالفعل أن زامر الحي يستطيع أن يطرب. كابتن مهدي لا ننكر أنك محظوظ بهذا الجيل الذي بين يديك، ولكنْ هم أيضاً محظوظون بك، نشؤوا وترعرعوا أمام ناظريك، قرأت في أعينهم سمات النجومية قبل أن يصبحوا نجوماً، لا ننسى أنك منحت علي مبخوت الثقة عندما سلبها منه الجميع حتى أصبح هدافاً للخليج وآسيا، وهذا الذي فعلته مع أحمد خليل، ومع عامر وحبيب وكل لاعب من هذا الجيل. كابتن مهدي لابد أنك تتفق معنا أن هناك مشكلة، كنا نظنها كبوة جواد، ولكن مع مرور الأيام تأكدنا أنها أكبر من ذلك، لم تعد الفرقة الموسيقية تعزف بتناغم تام كما كانت، هناك نشاز في المقطوعة، هناك خلل في المجموعة، أنت قائد الأوركسترا، لابد أنك تعرف أين هي العلة، لابد أنك وضعت يديك على أساس المشكلة. كابتن مهدي لم يعد اللاعبون كما كانوا، ليسوا شباب الدمام ولا أولمبي لندن، أصبحوا اليوم رجالاً، ونجوماً يشار إليهم بالبنان، في الإمارات والخليج والقارة، «العيال كبرت» والعقول تغيرت، ولذا لابد أن تتغير طريقة التعامل معهم، لابد أن يعلموا بأنهم اليوم يحملون آمال شعب بأكمله، شعب توسم فيهم خيراً، راهن عليهم، شاهد فيهم خير تعويض لعشرين عاماً عانت فيه كرة الإمارات من الضياع والتذبذب، واليوم صار يتباهى أن لديه منتخباً. كابتن مهدي أوضاعنا في التصفيات ما زالت أكثر من جيدة، لم يفت الأوان بعد، وما زال مصيرنا في أيدينا، ولسنا بحاجة إلى أحد، والوقت مبكر حتى مارس المقبل، ولكن لا يمكن الرهان على هذا المصير والفريق يعيش حالة من التوهان، لن نمضي قدماً، ولن تتراءى لنا موسكو ولو حتى من بعيد، إذا لم يعد الفريق إلى مستواه من جديد. كابتن مهدي: نثق بك، فكن واثقاً بأن الذين ينتقدونك ويبادرونك بالعتاب، يريدون لك النجاح، ويتمنون في قرارة أنفسهم أن يكونوا مخطئين وأنت على صواب، كابتن مهدي عشمنا فيك كبير، لذا ننتظر منك العمل الكثير، و«طلبناك» فلا ترد لنا هذا الطلب .. أعد لنا جيل الذهب.